خرافة الحرب الأهلية

خرافة الحرب الأهلية – نوزاد حسن

اثارت بعض القنوات الفضائية موضوعة مصير البلد فيما لو لم تكن الانتخابات التي تاجلت الى العاشر من تشرين الاول على درجة عالية من النزاهة.وتشكل راي عام عن خطورة الوضع ان كانت الانتخابات القادمة غير شفافة,ويشوبها تزوير.وتكهن بعض المهتمين بالشأن السياسي,واخرين مارسوا العمل السياسي بذهاب البلد الى المجهول في حال حدوث خروقات غير مقبولة.

في الحقيقة فوجئت بكل ما قيل وكأننا لم نمر بتفاصيل غريبة وعجيبة حدثت في الاعوام الماضية.لكن اغرب ما في الامر ان الحديث عن حرب اهلية لم يكن يطرح حين حدد الكاظمي يوم السادس من حزيران موعدا نهائيا للانتخابات.كل ما جرى الحديث عنه هو عدم امكانية اجراء اية انتخابات في ظل ظروف صعبة كالتي نعيش فيها.

وهناك من قال صراحة ان الانتخابات ستؤجل. وقد تم تاجيل الانتخابات الى العاشر من تشرين الاول.

لكن هذا التاجيل رافقه حديث طويل عن مشهد سوداوي اشرت اليه في بداية كلامي. لا اظن ان الحديث عن حرب اهلية هو شيء يسر احدا.ولا اعتقد ان التجربة السياسية بكل اخطائها وخساراتها لم تعلمنا درسا مهما وهو ان الخلافات السياسية والمصالح الشخصية هي التي سببت لنا هذه المشاكل كلها.فحينما يعترف السياسيون جميعا ان المحاصصة دمرت العملية السياسية فهذا يعني اننا امام حقيقة خطيرة جدا.واظن ان الجميع ادركوا النظام السياسي الذي يتعاملون معه.لذا انا على يقين تام ان شبح الحرب الاهلية هو حديث فيه شيء من خرافة لا يصدقها احد.هذا لا يعني ان الانتخابات ستكون نزيهة الى درجة مقبولة.

على العكس هناك مخاوف كثيرة نعرفها جميعا.لكن غضبة الحزب الخاسر او الذي اعتقد ان اخرين سلبوا اصواته ستكون هي السبب في ارباك المشهد العام. بلا شك ان تجربة انتخابات عام 2018 هي ذكرى غير سعيدة ابدا.اننا نتذكرها بمرارة كبيرة حين قاطعت نسبة كبيرة من المواطنين العملية الانتخابية.

كان ذلك رفضا واضحا من قبل الجميع لنظام المحاصصة,ومع ذلك اعيد تدقيق الاصوات,وحرقت صناديق في احد المراكز الانتخابية,وحدث ما حدث بعدها. استبعد شبح الحرب الاهلية لكني لا استبعد فرضيات اخرى مررنا بها من قبل.