خبير نفطي: توصل أوبك+ إلى اتفاق ممكنٌ بعدة خيارات لرفع الأسعار لـ85 دولاراً
أكد عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات، وضاح طه، أن توصل تحالف أوبك بلاس لاتفاق بشأن زيادة الحصص الإنتاجية ما يزال ممكناً من خلال توافق الدول استثناءً على زيادة محدودة ربما 250 ألف برميل بتأثير هامشي على أسعار النفط أو التوصل لتسوية تعوض عن رفع الكمية من خلال رفع الأسعار، وفيما أشار إلى أن تحقيق ذلك من شأنه رفع أسعار النفط إلى 85 دولاراً للبرميل، حذر من أنه بخلافه ستنهار الأسعار مجدداً.
وسجل النفط في نيويورك، اليوم الثلاثاء، أعلى سعر له منذ 2014 قارب 77 دولاراً للبرميل، بعد فشل محادثات أوبك بلاس في التوصل لاتفاق حول رفع الانتاج بمواجهة تزايد الطلب، فقبيل الساعة 09,00 ت غ، بلغ سعر خام تكساس الوسيط تسليم آب 76,98 دولارا للبرميل، وهو مستوى سجله للمرة الأخيرة في تشرين الثاني 2014.
وقال طه في تصريح صحفي تابعته (الاولى نيوز) إن “الإمارات عقدت تحالفات مع شركات عالمية لزيادة الإنتاج والطاقة الإنتاجية من الـ4 ملايين برميل إلى 5 ملايين برميل في 2030”.
وأرجأ تحالف أوبك بلاس للدول المصدرة للنفط أمس الإثنين، اجتماعاً وزارياً للدول الـ23 الأعضاء كان يفترض أن يسمح بتسوية خلاف بين الإمارات والأعضاء الآخرين حول حصص الإنتاج، من غير أن يُحَدد موعد جديد.
وأشار الخبير النفطي إلى أن الإمارات تهدف لزيادة مستوى الإنتاج في أوبك، من مليونين و590 ألف برميل إلى 3.8 ملايين برميل أي بزيادة نحو 600 ألف برميل، مبيناً: “بحسب إدارة أوبك فإن هذه الزيادة ستخلق خلافات بين الدول الأعضاء ومنها العراق”.
وشدد على أهمية تمديد الاتفاق، موضحاً أن “العراق الأكثر حاجة لرفع الإنتاج لأنه ثاني أكبر منتج للنفط بعد السعودية في أوبك”.
وكان يفترض تخصيص اجتماع “اوبك بلاس” لتحديد حصص انتاج الكارتل اعتبارا من آب، لكن الامارات رفضت الاحد خطة يتم التفاوض في شأنها معتبرة انها “غير عادلة”، في تصعيد للخلاف قد يؤدي إلى عرقلة تعافي سوق الخام بعد جائحة كورونا إلا أن الاقتصادات التي تتعافى مع تقدم حملات التلقيح ورفع القيود المواكبة لتفشي الوباء بحاجة إلى المزيد من الطاقة.
وبشأن مدى إمكانية التوصل لاتفاق، ذكر وضاح طه أن “هناك احتمالية للاتفاق فاستمرار المفاوضات يعطي بريق الأمل لأن الطرفين يدركان أهمية التوصل لحل، وفي حال فشل الاتفاق ستنهار الأسعار في حين أنها تقترب الآن من 80 دولاراً”.
وحول الحل المقترح، لفت إلى “الإبقاء على المستويات الحالية أو التوصل لتسوية تعوض عن طريق رفع الأسعار بما يعوض عن رفع الكمية، وهنا من المهم التوصل لتماسك الاتفاق والحفاظ على الإطار المرجعي”.
ومضى بالقول: “شهدنا فائدة الاتفاق مع التعافي التدريجي وزيادة الطلب وبالحفاظ على هذا سنتجاوز الـ85 دولاراً”، ذاكراً أن “الحل فني فالدول الـ13 الأعضاء في أوبك ليست بنفس القوة في السوق، بل أن تسلسلها يكون بالشكل التالي: السعودية والعراق والإمارات والكويت، وهناك دول تأثيراتها محدودة”.
وشدد على أن “الاتفاق فني أكثر مما هو سياسي، من خلال توافق الدول استثناءً على زيادة محدودة ربما 250 ألف برميل بتأثير هامشي على أسعار النفط”، موضحاً أن “خط الإنتاج يحسب على معدل متوسط الإنتاج فترة معينة تصل لـ9 أشهر، أما الإمارات فتريد هذه الزيادة لشهر أو شهرين وهذه الزيادة حد أقصى للإنتاج وليس معدل الإنتاج، وتاريخياً كانت الإمارات عضواً فاعلاً وملتزماً لكن ما حصل في 2020 بين السعودية وروسيا أدى إلى انهيار أسعار النفط”.
وقد يؤدي فشل المحادثات في حال لم تتم معالجته إلى الاستمرار في حصص الإنتاج السارية في تموز خلال آب وربما إلى ما بعده، عوضاً عن زيادة الانتاج المطروح حالياً.
المصدر: روداو