خبير طبوغرافي يروي تفاصيل محاولات إنقاذ الطفل ريان
روى أحد أعضاء فريق إنقاذ الطفل ريان، تفاصيل خطوات العملية منذ سقوط ريان في البئر مطلع الشهر الجاري، وحتى الوصول إليه.وسرد طارق المفتوحي، وهو مهندس وأحد خبراء الطبوغرافيا، كواليس عملية الإنقاذ تلك، وذلك عبر مقال نشرته صحيفة هسبريس المغربية.يشير المفتوحي إلى أن الخطوة الأولى الأهم كانت في تحديد إحداثيات الطفل ريان، لمساعدة العمّال على الحفر في الاتجاه الصحيحويشير إلى أنه الفريق تمكن من معرفة مكانه بالضبط، وكان يبعد عنّا ستة أمتارٍ أفقيّا ومترين اثنين عموديا البداية كانت خطرة جدا، بسبب تساقط الأحجار وكذا الأتربة العالقة داخل الحفر وهكذا ذهبت ساعتان من العمل الإضافي في إخراج التربة المتساقطةتم وضع أسطوانات حديدية داخل النفق لحماية العمال، وكان لزاما أن ندخل النّفق في كل مرة لنحدد مكان الصغير مجددا ولنرشد عمال الإنقاذ إلى الاتجاه المطلوب، وكان علينا أن نحدد الاتجاه أفقيا بدقة والعمق كذلكيوم السبت 5 فبراير، الساعة الخامسة عصرا، كان متر ونصف المتر يفصل الفريق عن ريان، وكان الخطر الأكبر هو إمكان سقوط التربة على كل من كان يعمل هناك، بسبب الطبيعة الجيولوجية للمكان، كما أن احتمال أن تفشل عملية الحفر بسبب كون البئر غير عمودية كان واردا جدا.في الساعة السابعة والنصف تبين أن الفريق على بعد 35 سنتمترا أفقيا عن جدار البئر و110 سنتمترات عمقا.وعن اللحظات الأخيرة يقول المفتوحي لقد كانت اللحظات الأخيرة هي اللحظات الحاسمة، وكانت السنتمترات الأخيرة هي الأدق، وكان القرار الذي تحملناه صعبا، إلا أن الله كان معنا ولم يخيّب أملنا، بل يسر لنا الوصول إلى الصغير بعد كل هذا العناء. كان رجاؤنا أن يكون ريان حيا، لكن الله بحكمته كتب له الوفاة في هذه الظروف الصعبة، وعزاؤنا فيه أنّه طير من طيور الجنة.
المصدر: هسبريس