حضور الشعب وغياب المسؤول
حضور الشعب وغياب المسؤول – صلاح الربيعي
ماذا يمكن ان يعط ِ الشعب من تضحيات لكي تلتفت اليه السلطة أو تثمن تضحياته؟؟لم نسمع ونعرف بحياتنا أو عبر التأريخ بان الشعب هو المسئول عن الحكومة ويرعاها الا في العراق بحيث انقلبت الموازين رأسا على عقب حيث يدفع المواطن فواتير الاخطاء الكارثية المتكررة للحكومة فان فشلت السلطة في ميدان ما فاننا نرى المواطن هو الذي يتحمل الفشل ومن جلده يصحح هذا الفشل وعلى حساب قوته وحقوقه الدستورية سواء كان هذا الفشل سياسيا أو امنيا أو اقتصاديا أو اداريا ومنذ التغيير في العراق الذي جاء أجنبيا وليس وطنيا خالصا ولحد الان فان المواطن العراقي هو المتصدي الوحيد للازمات وليس الحكومة فاذا حصل فشل أمني سيكون العراقي هو الضحية وإن حصل فشل اقتصادي فان المواطن هو من سيدفع الثمن وهنا نتسائل أين دور المسئول الحكومي وأين مسئوليته ودوره ووظيفته التي جاء بها؟؟
وخير مثال على ذلك بطولة خليجي 25 التي تحملت البصرة واهلها الكرماء كل أعبائها بعد أن أبهروا العالم بكرمهم وضيافتهم التي خطفت أنظار الاعلام العربي والدولي وأخذته بعيدا عن البطولة الرياضية وهنا كان الحضور والتاثير شعبيا وليس حكوميا باعتبار البصرة هي التي رعت هذه البطولة وغطت على كل مواطن العجز الحكومي بالسكن والايواء والاطعام امام هذا الحدث الكبير وهنا تعتبر فاتورة البطولة من اموال البصريين الكرماء ومن جلود العراقيين وحدهم وعلى حساب جياعهم ومعوزيهم ومرضاهم وبهذا فان المواطن البصري هو الذي كان حاضرا في الميدان كما حضر الابطال المضحين في ساحات القتال ضد هجمات الدواعش قبل سنوات ودافعوا بشرف عن الوطن بدمائهم وارواحهم واليوم ومرة اخرى يكون المواطن هو الضحية بارتفاع قيمة الدولار امام الدينار العراقي بشكل خطير والمسئول يتفرج على المشهد بكل اريحية دون اكتراث او ايجاد حلول لتلك الكارثة التي ستجعل الشارع العراقي مرجلا ينتظر الانفجار !!فالى متى يكون المواطن حاضرا في صد الازمات والتصدي لها بينما المسئول يغيب عن واجباته ويتفرج على الشعب المظلوم الجريح دون رحمة ؟
وعلينا ان لانبخس مواقف البعض من رجال السلطة الايجابية تجاه مصلحة العراقيين والدفاع عن حقوقهم وسيبقى السؤال قائما متى تثمن الحكومة تضحيات شعبها والى متى يغيب دور المسئول الحكومي في انقاذ الشعب من الازمات التي تراكمت بالحد الذي توصف به بالظلم السافر سيما وان العراقيين لايستحقون تلك المعاناة لانهم عشاق للحياة والوطن ؟؟ ومازلنا نعقد الامل على الرب الكريم وادارة حكومة السيد السوداني بان يسعف العراقيين وينقذهم وينقذ العراق من الضياع .