حزب تركي معارض يصف ممارسات أردوغان في ليبيا بـ”الاحتلال
قال حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض في تركيا، إن الممارسات التي يقوم بها نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، وحزبه الحاكم، في ليبيا، ليست إلا “محض احتلال لأراضٍ أخرى”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها متحدث الحزب سادات شن أوغلو، السبت، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة “آرتي غرتشك” التركية المعارضة.وأضاف شن أوغلو قائلا “التواجد التركي في ليبيا احتلال، أو فتح وفق المنطق العثماني”، مشيرًا إلى أن “تركيا تسعى من خلال تدخلها في ليبيا إلى تحقيق مكاسب من خلال آبار النفط الموجودة هناك”.قيادي كردي: ممارسات أردوغان تهيئ الأجواء لحرب داخليةأردوغان يراوغ الأتراك بـ”الإرهاب” لتبرير انهيار الليرةوأوضح أن “تدخل تركيا في الشأن الليبي تسبب في تأزيم الأوضاع وتغيير الموازين”.
ولفت إلى أن مدينتي سرت والجفرة اللتين تتمتعان بأهمية استراتيجية، هما الضمان لتمكن تركيا من البقاء هناك، مضيفًا: “لكن بمجرد الاقتراب من حدود تلك المدينتين، تغيرت الأحوال لتعلن مصر أن تلك المنطقة خط أحمر، وكذلك روسيا”.وزاد شن أوغلو قائلا: “وبسبب ردود الأفعال هذه التي هزت النظام التركي، توقفت قوات فايز السراج التي تدعمها أنقرة هنالك دون حدوث أي جديد”.
تركيا فتحت أمامها جبهة كبيرةفي سياق متصل، قال شن أوغلو إن النظام التركي يواصل تبني سياسات تتسم بالعداء الشديد ضد كافة البلدان المجاورة، حتى بات أمام جبهة كبيرة ممن ينصبون له العداء بسبب سياسات وممارساته الاستعمارية.وأوضح أن “تركيا بممارساتها تقامر في ليبيا التي تعتبر بالنسبة لها منطقة مهمة من أجل منطقة الصلاحيات الاقتصادية بالبحر الأبيض المتوسط”.وأفاد بأن “مزاعم أنقرة بأحقيتها في حقول الطاقة والنفط بالمتوسط، وضعتها في موقف صعب أمام المجتمع الدولي بأسره”، مضيفًا “وهذا سيجعل مجال تحركها بليبيا محدودًا تمامًا كما حدث وتعثرت في إدلب السورية”.
العمليات العسكرية ليست حلًافي سياق آخر، تطرق شن أوغلو إلى العمليات العسكرية التي تشنها القوات التركية خارج الحدود، مستهدفة قوات حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، معربًا عن استنكاره لها، وأنها ليست حلًا. واعتبر أن العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي على منطقة “هفتانين” شمالي العراق، “احتلال للأراضي العراقية”.وأشار إلى أن تركيا “بمثل هذه الممارسات لن تصل لمبتغاها، ولن تحقق أية نتائج تنعكس إيجابًا على الاستقرار بالداخل”، مضيفًا “فالعمليات العسكرية ليست حلا للقضية الكردية، فالحل ببساطة هو الاعتراف بحقوق الأكراد على هذه الأرض”.
ولفت إلى أن “تركيا على مر تاريخها شهدت أنظمة عدة تبنت القوة كما يفعل الحزب الحاكم حاليًا، لو يحدث أي شيء سوى تأزيم الأمور، ولم تحقق أية نتائج إيجابية تذكر، وجميع الدلائل تشير إلى أنه لا بديل عن الحلول الديمقراطية التي تعترف بحقوق الآخر”.ازدواجية المعاييرفي سياق متصل انتقد شن أوغلو صمت الاتحاد الأوروبي حيال قتل القوات التركية للمدنيين في عملياتها العسكرية سواء داخل البلاد أو خارجها، مضيفًا “طالما هذه الممارسات لا تمس المصالح الأوروبية يصمت الاتحاد ولا ينبس ببنت شفا”.وطالب شن أوغلو البلدان الأوروبية بالتوقف عن بيع السلاح لأنقرة قائلا: “إن كنتم لا تريدون الشعب الكردي يموت توقفوا عن بيع الأسلحة لتركيا”.
وأفاد أن “البلدان الأوروبية غارقة في همومها الداخلية، ولأن نظام أردوغان يدرك ذلك جيدًا يواصل قتل المدنيين على أعين الأشهاد وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع”.فشل نظام أردوغان اقتصاديًاوبخصوص الأوضاع الاقتصادية في تركيا قال شن أوغلو إنه “لمن الواضح للجميع أن نظام أردوغان بات عاجزًا عن التغلب على الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد منذ فترة طويلة، ولعل انهيار الليرة مؤخرًا خير مثال على ذلك”.وأضاف قائلا: “ومن المعلوم للجميع أن هذه الأزمة قائمة منذ فترة، لكن أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عمقت منها بشكل ملحوظ”، معربًا عن انتقاده للسياسات الاقتصادية التي يتبناها النظام الحاكم.
وتابع قائلا: “نظام أردوغان استغل رؤوس الأموال من أجل سياسات الحروب التي يشنها يمينًا وشمالًا من أجل الحفاظ على بقائه، هذه حقيقة النظام القائم على حكم تركيا مع الأسف”.وتوقع شن أوغلو أن “تصل أبعاد الأزمة الاقتصادية لمراحل خطيرة تمس حياة المواطنين مباشرة، وذلك لارتباط الاستيراد والتصدير في البلاد بالعملة الصعبة التي فقدت أمامها العملة المحلية الليرة، قيمتها بشكل كبير”.
تهاوي شعبية العدالة والتنميةالمعارض الكردي شدد كذلك في سياق متصل على أن شعبية حزب العدالة والتنمية، بزعامة أردوغان، تتهاوى يومًا بعد يوم، وأن الممارسات التي يتبعها النظام هي السبب في هذا الانحدار، ولا سيما سياساته المتعلقة بالأكراد.وتابع قائلا: “لا ننسى في هذه النقطة أيضًا أن عدم حل القضية الكردية يعتبر أحد أسباب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لأن انعدام الاستقرار بالداخل من شأنه أن يجعل المستثمرين يعزفون عن القدوم إليها”.وأوضح أن “هذه الفرصة مناسبة للغاية من أجل تكاتف المعارضة التركية ضد النظام الحاكم الذي يشهد انهيارًا كبيرًا على كافة الأصعدة، فلا بد من تشكيل تحالف ديمقراطي كبير ضد أردوغان وحزبه للإجهاز عليه”.