حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يشير إلى “أواصر قوية للغاية” مع مصر وشعبها
أكد المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” الحاكم بتركيا، عمر جليك، أن “هناك أواصر قوية للغاية مع مصر وشعبها، تعود لتاريخ قديم”.
ورأى عمر جليك أنه “بدون شراكة تركيا التاريخية مع مصر، لا يمكن كتابة تاريخ المنطقة، ولا إفريقيا، ولا الشرق الأوسط، ولا البحر المتوسط”.
وفي إطار الحديث عن الخلافات مع مصر، وأسباب تعثر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أوضح جليك قائلا: “سبق وأن تم التعبير بوضوح عن القلق بشأن مستقبل الشعب المصري وإرساء الديمقراطية، والموقف السياسي من هذه القضية”، لافتا إلى وجود “وضع جديد” في البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف المتحدث: “ليس فقط فيما يتعلق بقضية الغاز، فبعد أن ظهرت الأزمة السورية، استقرت السفن الحربية لجميع دول العالم في المتوسط، وزاد الأمر أكثر بعدما ظهرت قضية ليبيا”، موضحا أن “الديناميكية الكبيرة التي ظهرت فيما يتعلق باستخدام الموارد الهيدروكربونية، تتطلب من البلدان المتشاطئة للبحر المتوسط، التحدث أكثر مع بعضها البعض وإيجاد صيغ مشتركة”.
وأردف: “بالطبع لدينا أرضية مع مصر يمكن من خلالها تناول هذه الأمور معها، لكن كما قلت، تركيا لم تتخل بأي شكل عن موقفها السابق القائم على المبادئ، غير أن ضرورات الحديث بشأن التطورات التي تشهدها المنطقة تقتضي مثل آليات الحوار تلك، لكن هذا بالطبع منوط بأن يكون هذا النهج متبادلا”.
أما على صعيد العلاقات التركية العربية، اعتبر عمر جليك أن البيان الصادر ضد تركيا خلال الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب “غير صائب”، مضيفا أن “جميع القرارات المتخذة بخصوص تركيا بلا سند”.
كما شدد جليك على أنه “لا يوجد مبرر لاعتبار ما قامت به تركيا، في إطار حقها بمكافحة الإرهاب وحماية أمنها القومي، على أنه هجوم على الدول العربية وسيادة الأراضي العربية. والحقيقة أن كافة الدول العربية الموقعة على القرار (البيان) تعرف ذلك جيدا”، مشيرا إلى أن “تركيا دائما ما تدافع عن سيادة الدول العربية وسلامتها ووحدة أراضيها”، واستدرك قائلا: “لكن حينما يستهدفنا هجوم إرهابي من أراضي أي جار لنا، وكان هذا الجار عاجزا كدولة لها سيادة عن القضاء على تلك العناصر الإرهابية، ولم يرد كما ينبغي على هذه الهجمات التي تستهدف تركيا، فبذلك بات تدخلنا أمرا لا مناص منه” (الإشارة هنا إلى التدخل التركي في العراق).
وأكمل قائلا: “على العكس من تلك المواقف، هناك أمور تستدعي تفكيرنا فيها، كمصير مستقبل سوريا، وليبيا، ومتابعة التطورات بشرق المتوسط، ومآل مستقبل إخوتنا الفلسطينيين، لذلك ندعو جامعة الدول العربية أن تتصرف بشكل أكثر حساسية بهذا الصدد”.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، قد قال أنه يمكن فتح صفحة جديدة في علاقة تركيا مع مصر وعدد من دول الخليج، “للمساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين”.
في حين أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن مصر أبدت احتراما للجرف القاري لبلاده خلال أنشطة التنقيب بشرق البحر الأبيض المتوسط، معتبرا ذلك “تطورا هاما للغاية” في العلاقات بين البلدين.
فيما قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في وقت سابق إن تركيا يمكن أن تتفاوض مع مصر وتوقع اتفاقا لترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، بناء على سير العلاقات بين البلدين.
كما كان السفير التركي لدى الدوحة، محمد مصطفى كوكصو، قد أعرب عن تفاؤل بلاده بتحسن العلاقات مع مصر، رغم استمرار التوتر السياسي بين الطرفين.
وتشهد العلاقات بين مصر وتركيا أزمة سياسية منذ العام 2013 بعد رفض السلطات التركية لعزل الجيش المصري للرئيس الراحل، محمد مرسي، القيادي في جماعة “الإخوان المسلمين”، فيما تدين السلطات المصرية، التي تصف تلك الأحداث بالثورة، هذا الموقف، متهمة تركيا بدعم جماعة “الإخوان المسلمين” التي أعلنتها القاهرة رسميا “تنظيما إرهابيا”.
وتصاعد التوتر بين الطرفين لاحقا على خلفية قضايا عدة، خاصة الأزمة الليبية التي كادت تصبح ساحة مواجهة عسكرية بين القوات المصرية والتركية.