حجة الأطفال قوية
حجة الأطفال قوية – نوزاد حسن
احذر دائما وانا اتحدث مع الاطفال.فهناك براءة جارحة يواجه بها الطفل من يتحدث معه.هذه البراءة لم تفسد بعد بتقاليد المجتمع,وما يفرضه علينا من التزام.يتحدث الطفل معنا وكأنه يطير.يعلمنا اشياء نظن اننا نعرفها.وقد يرى اشياء لم نكن لنراها بسبب انشغالنا بمشاكلنا.سأعطيكم مثلا بسيطا.قلت لابني الصغير بجد وحرص ما يلي:بابا البس الكمامة دائما.كورونا ما تزال خطرة.أجابني وكأنه يصفعني.قال:بابا الصف مليء بالاطفال.المعلمة تغلق باب الصف,الجو خانق.وفوق كل هذا تريدني ان البس الكمامة. لم اجبه لثوان قليلة.أي جواب هذا.؟المهم حاولت ان افهمه اهمية لبس الكمامة.وفي اليوم التالي ذهبت الى صف الرابع حيث يجلس ابني الصغير في الصف الامامي.صف مزدحم بالطلبة.يجلس على كل رحلة ثلاثة طلاب او طالبان,ولا احد منهم يلبس كمامته الا ابني.دخلت الى الصف,ولم تكن المعلمة قد اتت بعد.كان جو الصف خانقا,ومن الصعب تحمل الكمامة في وضع كهذا.في البيت سألني ابني هل اقتنعت بما رأيته في الصف اليوم.قلت نعم ولكن لا حل الا بلبس الكمامة يابني.وقال.هل شاهدت الرحلات الصلبة التي تعاقبنا ونحن نجلس عليها.وكما لو أنني صحوت من النوم فجأة تذكرت ما قاله غوته في رحلته عن ايطاليا حين تحدث عن رحلات الطلاب القاسية كما وصفها في كتابه وهو يتحدث عن احدى المدارس في ايطاليا.وها هو أبني يلاحظ ما لاحظه غوته قبله بمئات السنين.الاطفال هكذا حجتهم قوية دائما.