حافة الهاوية.. بلا تنمية مستدامة!!
مازن صاحب
تنجح او لا تنجح إدارة حافة الهاوية من قبل أطراف عراقية متعددة بعناوين مقدسة ومدنسة.. بلا نتائج متوخاة للالتزام باهداف التنمية المستدامة.كيف ولماذا؟؟
المضحك المبكي ان النهايات المفتوحة للافكار العقائدية لا تضع أسس السياسات العامة للتنمية المستدامة في عالم تتصاعد فيه الحاجة للتعامل مع اتجاهات دولية تهتم بالمناخ مثلا مقابل اهتمام العقائديين بالطوباوية الغيبية.. فلا هم مع اتجاهات العالم واهتماماته ولا هم قادرين على تداول ريع النفط العراقي بمنهج العدالة والانصاف التي تستلهم من وصايا ابا تراب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى مالك الاشتر على سبيل المثال لا الحصر… مقابل انغماسهم في مستنقع مفاسد المحاصصة!!
لذلك حفلت الاعوام العشرين الماضية على إدارة أزمات حافة الهاوية من دون تأسيس الدولة وفق نصوص الدستور التي تعاملت مع ثوابت الدين الإسلامي كاساس تشريعي مقابل عدم مخالفة الأصول الديمقراطية والتزامات العراق في اتفاقيات الأمم المتحدة.. فلا مجلس الاتحاد تشكل.. ولا قانون النفط والغاز تم تشريعه.. وغيره من مجموعة القوانين التي ذكر مواد الدستور العراقي انها تسن بقانون!! اليوم تطفو على سطح الأحداث نتائج كل هذه السياسات العشوائية التي تعاملت مع الواقع الدولي بمنطق فاشل لمنظور (العلاس) و ( القفاص) فقط لإظهار فخامة الولاء العقائدي وتجاوز الثوابت الدستورية العراقية.. السؤال ما حدا من كل مابدا في فهم العلاقه بين الاحتلال الصهيوني للعراق بموافقة إيرانية وبين منظور محور المقاومة الإسلامية التي لم تعترف بافعالها حكومة طهران وجعلت بينهما مسافة دبلوماسية حفاظا على إراضيها من اي مبرر للعدوان الأمريكي الغاضب من أفعال هذا المحور ضد القوات الأمريكية التي جعلت وزير الدفاع الأمريكي يعلن ضرورة بقاء قواته في العراق وسوريا!!! المعضلة الكبرى في التعامل العقائدي في منظور ولاية الفقيه او البيعة لتطبيق الولاء والبراء.. ان القول ما يقوله الأمير او الإمام.. هكذا سمعنا مقوله لاحد القيادات العليا العراقية اليوم ان ما يقوله الإمام حرب او سلم.. وانعكاس ذلك على كل تطبيقات محور المقاومة الإسلامية الفاعلة مع ولاية الفقيه.. وانتهى الحال إلى هدر أموال الدولة فقط لمناصرة مشروع إيران النووي.. العقدة في منشار المشروع الأمريكي في الصفحة الجديدة لمشروع الشرق الأوسط الجديد.. حيث تبحث طهران عن موقعها المتميز على حساب آخر فصيل مسلح من محور المقاومة وليس العكس!!هكذا نجح تاجر السجاد الاعجمي الفاخر تسويق ضروراته الاستراتيجية بلا أدنى تأثير على موارد دولته بعنوان متجدد لتصدير الثورة الإيرانية لكل مكان فيه امكانيه لنشر هذا الولاء العقائدي للدولة الإيرانية التي يحكم فيها الولي الفقيه جامع الشرائط حسب الدستور الإيراني… فيما لم يحاكي العراق اي من مثابات التقدم الإيراني واستبدال ذلك بمغانم مفاسد المحاصصة!!
السؤال المكرر.. إذا كان تصدير الثورة الإيرانية وملفها النووي في إدارة حافة الهاوية.. ما موقف قيادات الأحزاب السياسية والفعاليات المجتمعية والاقتصادية والدينية في عراق اليوم من النتائج التي وصلت لها كل هذه السياسات على حافة القنبلة النووية الإيرانية؟؟
الجواب الصريح.. تقدم الدولة الإيرانية..صناعيا وزراعيا في تنمية الموارد المستدامة.. مقابل زيادة الفقر في بلد تتجاوز موازنته السنوية خلال ١٥ عاما على ترليون دولار من دون حلول تنمية مستدامة فقط لاخراج الاقتصاد الوطني من نظام الدولرة الموظف كليا لصالح الملف النووي الإيراني في تجاوز العقوبات الأمريكية.. فيما ذات الأطراف التي تقود محور المقاومة اليوم وقعت الاتفاق الاستراتيجي مع الإدارة الأمريكية وذات رئيس الوزراء من وافق على منح القوات المسلحة الأمريكية الحماية الدبلوماسية في عودة هذه القوات بعد دخول عناصر داعش الإرهابية من الأراضي السورية!!يتكرر السؤال.. ما حدا من كل ما بدا؟؟لماذا يوافق العقائدي العراقي على توظيف كل موارد بلاده من أجل مصالح تصدير الثورة الإيرانية وإدارة ملفها النووي على حافه الهاوية.. سؤال مطلوب مناقشته في جلسات علنية لمجلس النواب العراقي وفي ندوات مراكز التفكير العراقية.. من دون ذلك لن تكون الدولة العراقية الا الحديقة الخلفية لحافة الهاوية الإيرانية..هنا لابد من إعادة تعريف الخيانة الوطنية وفق مواد قانون العقوبات العراقي… ولله في خلقه شؤون!!