جيل مسحوق ومواهب مدفونة
. فاتح عبدالسلام
اقبل الصيف، ونحتاج في العراق ان تتولى بعض الوزارات فتح اندية خاصة ودورات تطويرية لجميع المهارات الممكنة، لاسيما في وزارتي التعليم العالي والتربية حيث العطلة الصيفية فسحة زمنية مناسبة لاكتساب الخبرات الجديدة والافصاح عن المواهب وصقلها. لكن يجب ان تفكر وزارة التربية في تنسيق اقامة الاندية والمخيمات الطلابية بما يعزز ثقة النشء الجديد بأنفسهم. اذكر مثالا واحدا، هو ان معظم كبار الخطاطين في العراق على الرغم من قلة عددهم كانوا من تلاميذ دورات التطوير الفني التي تبنتها بعض مديريات. التربية في البلد في سنوات السبعينات وما بعدها. وكذلك القابليات الرياضية التي كانت تشكل أساس مشاركات العراق في الدورات المدرسية والرياضية العربية، وهي بمثابة منجم مواهب الرياضيين الذين لمعوا في المنتخبات الوطنية بعد سنوات. والرياضة المدرسية لاتزال في أدنى سلم الاهتمام العام في التربية العراقية، في حين انها الاساس في التفكير الاستراتيجي للدول التي لها باع طويل في النتائج المشرفة في عالم الاولمبياد والمونديال اليوم. وزير التربية والمديرون والعامّون ورؤساء الاقسام في مقر الوزارة أو المديريات بالمحافظات، يجب ان يكونوا حالة استثنائية عند اختيارهم، ويجب ان يخضعوا الى مراقبة دقيقة حول إنتاجيتهم وتوجهاتهم الصحيحة عبر جداول فصلية كأبعد سقف زمني لكي يتم تبديل المواقع والاعفاء من والمسؤوليات عند الوقت المناسب وليس عقب تراكم السلبيات القاتلة لروح الابداع والتنمية والتقدم. التربية وزارة اساسية لا يمكن رهنها كما حدث في السابق بعجلة المحاصصات والتعيينات عبر الصفقات الليلية. هناك جيل منقسم بين مخيمات نازحين ومدن نصف محطمة واخرى تغلي بالاحتجاجات وتنزف منذ سنوات، فضلاً عن جيل يعيش في كنف عوائل مسحوقة، لن يراها البنك الدولي في عين الرحمة مطلقاً، ولابدّ من جزء من ثروات البلاد يتم تخصيصه لبنود معينة لها صلة مباشرة بتعليم الاطفال وتبني الموهوبين منهم.