مقالات

جلال الصغير وماري محمد و ” نساء حكيميات “

بقلم مهدي قاسم

من تقليعات خسيسة جديدة لأحزاب الإسلام السياسي ” الشيعية وميليشياتها الولائية هي توصيف أمهات وأخوات المتظاهرين بالعاهرات من قبل جلال الصغير وغيره ، و يا ريت لو اكتفوا بهذه السفالة غير أنهم أمعنوا إلى الحضيض الأخلاقي الأعمق حضيضا ، و ذلك من خلال عرض بعض منهم فيديو تشهير بالمتظاهرة ماري محمد و التي أجبروها تحت الإجبار و الإكراه الاعتراف لعلاقتها مع النائب عبدالله خربيط ( الذي سبق له أن دعم المتظاهرين ودعا إلى تخليص العراق من الهيمنة الإيرانية ) بعدما كانت ــ ماري محمد ــ قد خُطفت قبل أشهر اثناء مشاركتها الفعالة بالمتظاهرات ، والملفت أنه بعد إطلاق سراحها صمتت دون أن تدلي بأي شيء عن ظروف وملابسات عملية خطفها لتغادر العراق إلى الخارج ، وقد حدس الشارع العراقي و فطن إلى أنها ربما تكون قد تعرضت إلى اساليب تعذيب وربما اغتصاب أيضا ، فضلا عن احتمال تلفيق وفبركة مشاهد فيديو فاضحة بهدف الابتزاز والتهديد ، لكي لا تتحدث عن ظروف وملابسات اختطفها عندما فعلوا معها أعمالا وضيعة وخسيسة تتنافى مع أبسط قيم أخلاقية ، وعلى الصعيد نفسه علقت أفراح النعيمي ــ التي سبق لها أن خُطفت هي الأخرى في وقت سابق بأنها هي الأخرى قد تعرضت لنفس الابتزاز والتهديد لكي لا تتحدث عن ظروف اختطافها ، و هكذا نرى أن هؤلاء الأنذال ــ نذالة إلى أقصى حد يمكن تخيله ــ لم يكتفوا بقتل 700 متظاهرا وجرح وتعويق أكثر من 25000 متظاهرا آخر، بل إنهم يحاولون في هذه المرة تشويه سمعة المتظاهرين والطعن بشرف أمهاتهم و أخواتهم تقليدا لجلاديه السابقين . و بينما أنا أقرأ وأشاهد كل هذه السفالات ، تذكرت أوعدتُ بذاكرتي إلى الفترة التي كنتُ أكتب مقالاتي اليومية في موقع ” كتابات ” حيث قرأتُ في ذلك الحين مقالات مماثلة كتبها بعثيون بأسماء ملفقة يحاولون من خلالها ” النيل من شرف ” نساء آل الحكيم و التشهير بهن بغمزات و إيماءات عندما بعض منهن كن تحت قيد الاعتقال ( أي بنفس الأسلوب الوضيع الذي يلجأ إليه اليوم بعض الإسلاميين اللصوص و كتبتهم الرثين ) فما كان مني إلا أن تصديتُ لأولئك البعثيين بمقالات رد صاعقة ، لقد فعلتُ ذلك على الرغم من أنني لستُ متدينا و لا محبا لآل الحكيم ربما بالعكس تماما ، إنما وجدتُ أنه من واجبي الإخلاقي أن أقوم برد على هكذا مقالات دنيئة و سوقية مبتلة وخبيثة وذات أهداف و غايات سياسية تسقيطية بالدرجة الأولى و الأخيرة. ، طالما أنا أكتب في موقع ينشرون فيه مقالات وضيعة من هذا القبيل فلابد من رد إذن في كل الأحوال !. .فهكذا نرى كيف أن ” الضحايا المزعومين ” السابقين وأصحاب السلطة الحاليين يقلدون ــ كتلامذة بارعين !!ــ جلاديهم السابقين حتى على صعيد التسقيط الأخلاقي طعنا بشرف و سمعة أخوات وأمهات ليس لهم لا ناقة ولا جمل في صراعات مصالح فئوية و سياسية و سلطوية ، ولكن فلا غرابة من ذلك ، إذ فمَن يفقد شرفه الوطني عميلا قميئا شرفه الوطني و مقاتلا مرتزقا في جيش أجنبي ضد جيش بلده ــ مثلما فعل جلال شمخي فيُسهل عليه أن يطعن بشرف المتظاهرين الوطنيين ، وذلك شعورا بضئالة ودونية نفسية اللتين تنتابانه بصفته عميلا صغيرا و سياسيا فاسدا كبيرا ، و كذلك الأمر بعينه بالنسبة لأولئك الأنذال الذين جهزوا مشاهد فيديو مخلة بالشرف والكرامة تشهيرا بالمتظاهرة السابقة ماري محمد ، طبعا بغباء فادح لأنهم بهذا إنما جعلوها أكثر تعاطفا معها و اهتماما بها مما في السابق في نظر كثير من العراقيين ، إذ حتى الساذج سيعرف أنها لم تفعل ذلك إلا تحت الضغط والإكراه والتهديد والتعذيب وهي مخطوفة أصلا ، فضلا عن هذا يجب تبني قضيتها دوليا و تقديم شكوى في المحكمة الدولية الخاصة بحقوق الإنسان مع الاستعانة بالصحافة والإعلام الدوليين ليعرف العالم ماذا تفعل الذئاب الملتحية المسعورة مع العراقيين والعراقيات قتلا واغتيالا و خطفا و انتهاكا للكرامة الآدمية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى