ثلاث جبهات ايرانية
د. فاتح عبدالسلام
ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن لصحيفة نيويورك تايمز قبيل انتخابه في أنه» في حال حازت طهران القنبلة النووية سيكون هناك سباق على التسلح النووي في الشرق الأوسط وهو آخر شيء نحتاج إليه في هذا الجزء من العالم”.
يترك مجالاً لاحتمال أن تفشل محاولة واشنطن للعودة الى تفاوض جديد مع طهران قد يصحبه رفع العقوبات لكنه سيكون صارماً في منع ايران التعامل مع اية مواد انشطارية.
في مقابل ذلك، كان هناك تصريح من السعودية، جرى على لسان الوزير عادل الجبير قال فيه انه إذا فشل العالم في منع إيران من امتلاك البرنامج النووي العسكري فإنّ من حق السعودية أن يكون لها سلاحها النووي المقابل.
ايران تتحرك على ثلاث جبهات الاولى الاتصالات الساعية لفتح حوار مباشر يفضي الى مفاوضات بينها والسعودية لحسم ملفات عدة في المنطقة منها تدخل القوات الاجنبية من خارج دول الساحلين المتقابلين للخليج، وحسم حرب اليمن في توافق سياسي وخفيف حدة ادواتها في العراق ولبنان في التعامل مع الرياض .
والجبهة الثانية، هي الدفع باتجاه تجييش أوروبا للعب دور الوسيط المعتمد والضامن لدى الادارة الامريكية لرفع العقوبات عن ايران والعودة الى الاتفاق النووي، كأن فترة ترامب ذات السنوات الأربع لم تكن موجودة، وهذا خيار يرتاح له الأوروبيون الساعون لتوسيع استثماراتهم بعد النكسات الاقتصادية التي اصابتهم.
أما الجبهة الثالثة فهي خاصة باستعراضات التحدي عبر تجريب صواريخ بالستية وصاروخ ناقل للقمر الاصطناعي وطائرات مسيّرة مع مناورات عسكرية قريباً من مضيق هرمز وسواحل حلفاء واشنطن في رسائل مزدوجة تفهمها عواصم في الخليج وقد تتجاهلها واشنطن فترة من الزمن، فيما لا يزال الضغط الإسرائيلي ماثلاً.في محاولة للفت انتباه واشنطن الى انّ أيّ قرار لشن حرب ضدها سيكون مكلفا، وانّ خيارات إيران متعددة وليست محصورة في مستقبل الملف النووي. كما انّ ايران تريد سد الطريق على أي تفاوض تسعى له واشنطن وتل ابيب حول أسلحتها الباليستية .من الصعب التكهن في أن يكون آخر تشريع يخص زيادة تخصيب اليورانيوم في ايران هو القرار الذي أصدره البرلمان في جواز التخصيب بنسبة عشرين بالمائة، وباشرت الحكومة بتنفيذه مع مطلع العام الجاري، فربما تزيد ايران نسبة التخصيب الى الاربعين والخمسين مع استمرار الضغوط المتبادلة، وهي امس قامت بتركيب اجهزة طرد مركزي جديدة في موقعين نوويين، ومنظمة الطاقة الدولية تعلم بذلك ، لكن المفاجآت بعد انقطاع الامل في رفع العقوبات لا احد يستطيع توقع شكلها مع تضاؤل هامش قيام أية حرب جديدة .