ثلاثية التناحر الإقليمي!!
صادق السامرائي
المنطقة مبنية على آلية تناحرية يتحقق إدامتها ويتواصل إيقادها ولا يمكنها أن تتوقف لأنها تتعارض والمصالح والمطامع.
وهذه الثلاثية تتلخص بوجوب التناحر ما بين إيران وتركيا والدول العربية , وفقا لمقتضيات المصالح وتطوراتها والمستجدات المتصلة بها.
فالعلاقة ما بين إيران والعراق لا يجوز أن تكون طبيعية وذات منفعة متبادلة , وكذلك مع تركيا , ومعهما وباقي الدول العربية.
فإذا حصل تقارب مع أي دولة يتحقق تعادي مع أخرى وأكثر.وهذا ما يدور في الواقع , فإيران مع دول عربية وضد أخرى , وكذلك تركيا , ولا جديد في الأمر , فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى والأمور تجري على هذا المنوال وما تنبه العرب , فهل وجدتم علاقات طيبة ما بين العراق وجيرانه مثلا؟وهل أن علاقات إيران وتركيا بالدول العربية طبيعية؟هذا واقع سلوكي قائم ودائم , والذي يتصور غير ذلك لا يمكنه أن يأتي بدليل قاطع أو ببرهان مبين.فلو تأملنا العلاقات العراقية السورية , والعراقية الإيرانية , سنكتشف أنها سلبية مضطربة منذ أكثر من سبعين سنة , ولن يتحقق إستقرار في العلاقات الإيرانية السورية العراقية , لأنه لا يتوافق وإرادة القوى المهيمنة على المنطقة.
قد يقول قائل إنها دول ذات سيادة ومن حقها أن تبني علاقات , لكنها عجزت عن ذلك , لأنها بلا إرادة وعليها أن تنفذ وحسب.وما يجري في المنطقة أن حكوماتها تنفذ ولا خيار عندها غير التنفيذ , وكل حكومة تقوم بدورها لكي تبقى في الحكم.
فلا ديمقراطية ولا حقوق إنسان , وإنما البشر أرقام , والكراسي مدعومة من أسيادها للقيام بواجباتها المرسومة والمحكومة بها , وإلا ستنتهي إلى آبار الإمتهان والخسران قبل الأوان , كما حصل للسابقين , الذين توهموا القوة وأوهموا الأجيال بالسيادة وإمتلاك المصير , وتبين أنهم كانوا يجلسون على الحصير!!فهل من سلوكٍ وطني حصين؟!!