ثقافة (اللا عنف)
الدكتور _ نزار محمود
تتعالى دعوات ثقافات اللا عنف والسلام في العالم وتخصص لها ملايين الدولارات عبر منظمات وشخصيات كثيرة. كما تخصص جوائز وأوسمة وتقام حفلات تكريم لاشخاص ومنظمات ساهمت في نشر وممارسة ثقافة اللا عنف والسلام.ومن الطريف الاشارة الى ان اغلب الدول التي تدعو الى هذه الثقافة هي الدول الاكثر مبيعاً للسلاح في العالم والأكثرها احتلالاً ونهباً للشعوب. ونادراً ما تجد دولة فقيرة أو ضعيفة تهتم كثيراً بادعاء هذه الثقافة والترويج لها، اللهم الا على سبيل طلب المساعدة ورفع الحيف.من جهة اخرى فإن كثيراً من المنظمات العالمية التي تنشغل هي الأخرى بدعوات نشر ثقافة اللا عنف ودعوات السلام انما تشارك بمواساة من يقع عليهم ظلم العنف ويفتقدون السلام، والتي غالباً ما تتلقى دعمها المالي من الدول المزعزعة للسلام في العالم.ترى ماذا يعني ذلك؟بعد ان توقفت نسبياً حركات التحرر، والتي كانت غالباً ضد مصالح المحتل الذي كان قد مارس العنف والحرب، وانهيار منظومة الدول الاشتراكية وبدء ما يسمى بالنظام العالمي الجديد بثقافته وقيمه ومعاييره التي تحقق له التقدم والهيمنة، اصبحت دعوات المقاومة ومحاولات الرفض والتمرد على النظام العالمي الجديد ضرباً من العنف والارهاب وتهديداً للسلام.وعلى صعيد آخر فقد جرى التفنن في خلق ودعم قوى عنفية تحت مسميات مختلفة أو تهيئة أرضية نموها من قبل ذات الدول التي كانت تمارس العنف والحرب والاحتلال بصورة مباشرة سابقاً، لاهداف تصب في مصالحها من حيث خلق اللا استقرار والاضطرابات والابتزاز وبيع الاسلحة.وهكذا يمكن الوقوف على حقيقة وصدق ما تهدف اليه دعوات كثير من الدول والقوى وما تعنيه بثقافة اللا عنف والسلام.بقي أن نقول:ليس هناك في الحياة ما هو أثمن وأجمل من السلام القائم على الحق والعدل والصدق الذي يعيش فيه الانسان آمناً على حياته وكرامته ومستقبل أبنائه. كما ان سياسات وثقافة اللا عنف التي يراد من حقها باطلاً لا ينبغي لها أن تبرر لأحد الدعوة الى العنف والارهاب الاعمى.