ثقافة الشكوى
ثقافة الشكوى – خالد السلامي
قد يكون غريبا أن نجعل للشكوى أو المشكلة ثقافة ولكن لنحاول أن نجعل لهذا الجانب المهم من جوانب الحياة تلك الثقافة الخاصة به كي نعود أنفسنا على أسلوب معين في طريقة تعاملنا مع مشاكلنا الخاصة والعامة ومحاولة حلها بعيدا عن الصخب والضجيج الإعلامي الذي أصبح الآن متربصا بكل هفوة أو خطأ مقصود أوغير مقصود فنجد الكاميرات واللوكات ( اللاقطات ) جاهزة بشكل فوري لنقل تلك الهفوات أو الأخطاء ليس لمصلحة عامة وإنما وكما نعلم لإغراض قد تكون سياسية أو كيدية فالمعروف إن لكل جهة سياسية أو نقابية أو دينية أصبح لها من القنوات الفضائية والصحف والإذاعات ما لا يعد ولا يحصى وكلها تستخدم في رصد أخطاء وهفوات الجهات الأخرى بقصد النكاية والتشويه ونادرا ما نجد وسيلة إعلامية تعمل لصالح المجتمع بعيدا عن غايات سياسية أو حزبية أو مذهبيةعليه فان هنالك من طرق الشكوى المشروعة ما يبعدنا عن ذلك الضجيج الذي يسيء إلى سمعة بلد بالكامل وخصوصا عندما يعرض عبر الفضائيات التي جعلت العالم كله عبارة عن قرية صغيرة يرى أهلها بعضهم بعض بالعين المجردة . ولنبدأ شكوانا من المسؤول المباشر ثم المسؤول الأعلى فالأعلى حتى ولو اضطررنا للوصول إلى الوزير المعني أو رئيس الحكومة عسى أن نجد حلا مناسبا لمشاكلنا مع الجهات المعنية بالمشكلة ( الطرف الآخر من المشكلة) أو الدولة لأنه أصبح من المعيب جدا على البلدان وهي تحيى في الألفية الثالثة وقرنها الحادي والعشرين وتشكو من ضعف الكهرباء والمياه والشوارع والأمن المفقود والتفكير في أمور عرقية أو طائفية وغيرها من المشاكل التي كان يعاني منها بني البشر قبل التاريخ والتي قد تؤدي إلى مشاكل كبيرة أخرى نحن في غنى عنها والعالم يحاول السير على سطح المريخ كما ساروا فوق سطح القمر ونحن مستمرين في نشر غسيلنا في كل أرجاء المعمورة وعبر الفضائيات والانترنيت مما يجعل صورة البلد واهله مشوهة في نظر البلدان والشعوب الاخرى وهذا مالا يجب ان نرضاه لبلدنا وشعبنا المعروف بحضاراته واصالته وتاريخه المشرف.