“تيك توك ” منصة التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرا في أزمة “كورونا”
أظهرت ظروف التباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل استجابة لتعليمات الأطباء تجنبا لتفشي فيروس “كورونا” التأثير القوي لتطبيقات برنامج “تيك توك”.وبدا واضحا أن هذا التطبيق تحول مع الأزمة الى أكثر التطبيقات شعبية في مصر وعدة دول عربية أخرى خاصة بعد أن استعمله بعض نجوم الفن والشخصيات العامة على منصات التواصل الاجتماعي.تيك توك (TikTok) ويعرف أيضا باسم دوين Douyin شبكة اجتماعية صينية لمقاطع الفيديو الموسيقية انطلقت في أيلول/سبتمبر 2016 بواسطة مؤسسها تشانغ يى مينغ.وكان التطبيق الأسرع نمو في العالم وأيضاً صار المنصة الاجتماعية الأكبر للموسيقى والفيديو على الصعيد العالمي وحسب “ويكيبيديا” كان التطبيق وهو الأكثر تثبيتاً في الربع الأول من عام 2018 بـ45.8 مليون تثبيت من المحتمل أن يفوق الـ80 مليونا في 2020!صحيح أن أزيد من 41% من الأشخاص المستعملين لتيك توك تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة إلا أن هذه الإحصائيات والأعمار ستتغير بالكامل سنة 2020.وتشير مخرجة الأفلام الوثائقية سالي باشا إلى أنها لاحظت انتشار التطبيق بين فئات الطبقة الوسطى في مصر، خاصة الفتيات اللواتي أصبحن غير قادرات على الخروج من منازلهن ومن بين هؤلاء طالبات الجامعات الذين يتواصلون مع الأصدقاء والصديقات ببث مقاطع من أفلام وأغنيات ذات شهرة لكنها تتضمن رسالة تضامن عبر بث ابتسامة.ويشير الخبير الإعلامي إلى أن هذا التطبيق كان وسيلة لتجنب الحديث عن الأزمة، وبدا كأنه محاولة لغناء لحن منفرد؛ لأنه مقاومة للاشتباك مع ما يطرحه إعلام التواصل الاجتماعي من قضايا.ويشدد سلطان على أن انتشار “تيك توك” يزاد؛ لأنه أداة للعزلة على عكس ما يجري في الغرب كونه أداة من أدوات التفاعل مع الأحداث الجارية وإنتاج “إعلام شعبي”.لكن الأهم أنه بفضل أزمة “كورونا” أصبح أحد الفائزين الكبار من الناحية الاقتصادية مثله مثل منصات وتطبيقات أخرى منها “زوم وأمازون ونتفيلكس التي أتاحت للناس فرصة الاستمتاع بالوجود داخل البيوت وتيك توك يؤهلك لإرسال بسمة تشارك بها الأصدقاء”.ويكشف أحمد سعيد طنطاوي مدير منصات الإعلام الجديد بمؤسسة الأهرام الصحفية في القاهرة أن “تيك توك” كان منتشرا طوال العام الماضي 2019.. ولكن تأثيره اقتصر على الشباب فقط.. وأعلنت منصة تيك توك نفسها، أنه تمت مشاهدة مقاطع الفيديو لديها فى كل أنحاء المنطقة العربية فى العام نفسه، وقفزت إلى 4.7 مليار مشاهدة لكننا لم نلحظ هذا الانتشار، بالطبع إلا بعد انضمام مجموعة كبيرة من الفنانين عليه.ويعتقد طنطاوي أنه بعد توقف كثير من النشاطات والفعاليات والتجمعات بسبب فيروس كورونا، اتجه كثير من الفنانين والمطربين إلى هذا التطبيق لعدة أسباب منها التواجد على واحد من نوافذ التواصل الاجتماعي وهي ضرورة للنجوم، فضلا عن محاولة الوصول لفئات ونوعيات مختلفة من الجمهور موجودة فقط فى “تيك توك”، وأخيرا توفر هذه المنصة دخلا ماديا كبيرًا عند تزيد أعداد المشاهدات على الفيديو الواحد.ويرى محمد فتحي أستاذ الإعلام بجامعة حلوان أن صعود “تيك توك” مرتبط بشريحة “الأندر إيدج” التي لا يوجد من يخاطبها أو يتفاعل مع اهتمامات ممثليها وثقافتهم التي اكتسبوها من متابعة وسائل التواصل الاجتماعي و”اليوتيوبرز” ومثل هؤلاء صنعوا إعلاما موازيا لكنه إعلام ترفيهي. ويشير فتحي إلى أن المناخ العام الذي عاشه أفراد هذا الجيل في زمن النجومية السريعة وظواهر المهرجانات واحتفاء الإعلام بـ”الإفيه والتريند” ساعد على تنشيط وسيلة تواصل اجتماعي تستخدم أدوات بسيطة وقوالب جاهزة ومسبقة لصناعة الترفيه ما يعني أننا أمام نمط استهلاكي يتفاعل مع ظروف الحظر والتباعد الاجتماعي في وقت يريد الجميع الإعلان عن نفسه. وفي الوقت نفسه تتيح هذه المنصة للناشطين عليها فرص النجومية والربح المادي. مسألة أخرى يكشف عنها الدكتور محمد فتحي وهي أن الشباب يتعاطى مع “التيك توك” لتفادي التنظير والأفكار الجاهزة، حيث عدم وجود إملاءات من أي نوع.. واستعمال السهولة والبساطة في الاستخدام وفرض النمط الذي يختاره وليس النمط المفروض عليه، فمنصة “تيك توك” تكسر النمط والتوقعات.