تهاوي أسعار النفط.. تحذيرات من “انهيار مجتمعي” في العراق
تهاوي أسعار النفط المفاجئ، بعد تداعي اتفاق أوبك مع روسيا الخاص بخفض الانتاج، أثار المخاوف في العراق من قدرة الحكومة على توفير نفقات الدولة وخاصة رواتب الموظفين لاسيما وأن الدولة تعتمد على إيرادات بيع الخام لتمويل 90 في المئة على الأقل من النفقات.
وهاجم ائتلاف “النصر” بزعامة حيدر العبادي حكومة سلفه عادل عبد المهدي وسياستها المالية والاقتصادية، محذراً من “عجز مالي يشّل التزامات الدولة، ويعرض البلاد لانهيار أمني مجتمعي” بعد انهيار أسعار النفط.
وقال الائتلاف في بيان ورد لوكالة “الاولى نيوز”، إن “فشل السياسات المالية والاقتصادية للحكومة الحالية، وسياسة الانفاق التبذيري الفاسد ساعدت بدخولنا منطقة الخطر ماليا واقتصاديا، فالعجز بالموازنة يفوق 50 ترليون دينار، وهو بازدياد، رغم الرصيد المالي الضخم الذي ورثته الحكومة الحالية واضاعته”.
وأضاف أن “التدني الحالي والمتوقع لاسعار النفط سيضع الدولة بخانة العجز لتسديد استحقاقات الرواتب والموازنة التشغيلية بنهاية هذا العام”.
وأشار إلى أن “التراجع الكبير بأسواق المال العالمي، والتدني المستمر لأسعار النفط، وتأثير الاوبئة وبؤر التوتر العالمي، ادّت الى تراجع خطير بحركة الاقتصاد الدولي”.
وتابع ائتلاف النصر أن “ملامح الركود الاقتصادي اليوم تبدو اقرب من اي وقت مضى”، محذرا من أن “العراق معرّض اكثر من غيره لتلقي هذه الصدمات الاقتصادية بسبب السياسة غير الرشيدة للحكومة الحالية التي تصل الى مستوى خيانة امانة الحكم”.
ولفت ائتلاف العبادي إلى أن “غياب الرؤية المالية والاقتصادية، واستمرار الفساد المحاصصي، وضعف سيطرة سلطات الدولة على مؤسساتها، وفشلها بالادارة الفاعلة للحكم، وتناهب موارد الدولة من قبل مراكز القوى، كلّها عوامل ستقود البلاد الى كارثة اقتصادية نحذر من الوقوع بها، ونحمّل الحكومة والقوى السياسية التي انتجتها والتي تعيق الان تكليف حكومة مستقلة وفاعلة، نحمّلها كامل المسؤولية الوطنية والتاريخية بما سيؤول اليه حال الدولة العراقية”.
من جانبه علق عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني ماجد شنكالي على تداعي اتفاق أوبك – روسيا والذي تسبب في هبوط سعر برميل نفط برنت دون 46 دولاراً.
وقال شنكالي في بيان، أن “ذلك يعني ان الدول التي تعتمد في اقتصادها وموازنتها على النفط وخاصة العراق ستعاني كثيراً في ظل غياب التخطيط وايجاد الحلول لتقليل خسائر هبوط النفط وتداعياته على اقتصاد العراق وموازنته”.
وحذر شنكالي بالقول “اذا استمرت الاسعار بالهبوط او استقرارها بالقرب من40 دولارا للبرميل فان العراق الذي يعتمد بنسبة 90% على النفط في موازنته واقتصاده لن يكون قادراً على دفع رواتب الموظفين بدءاً من شهر تموز”.
وختم بالقول، “بالتأكيد هذا سيكون حال بلد مستهلك، اهم ماحققه عسكرة المجتمع والبطالة المقنعة طيلة 17 عاماً بدلاً من دعم الصناعة، الزراعة، السياحة ،النقل والرياضة وغيرها”.