تكنولوجيا هل تتحمل الشبكات ملايين يعملون من منازلهم؟ الإجابة مفاجأة
حذرت صحيفة بريطانية من أن خدمات الإنترنت ربما تتعرض لضغوط كبيرة مع بدء عمل الملايين من المنزل حول العالم في إطار التدابير الاحترازية لاحتواء تفشي فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19).وقالت صحيفة “فايننشال تايمز”، إن الاتحاد الأوروبي دعا خدمات البث المباشرة مثل “نتفليكس” (Netflix) و”يوتيوب” (YouTube) إلى الحد من خدماتها لمنع تعطل شبكات الإنترنت في القارة.وأشارت إلى أنه حتى الآن، لا تزال شركات الاتصالات متفائلة بأن البنية التحتية للإنترنت يمكن أن تصمد أمام التغيير الجذري في السلوك عبر الإنترنت الناجم عن تفشي الفيروس.ولكن مساء الأربعاء، قال تييري بريتون، وهو أحد المفوضين الأوروبيين المسؤولين عن السياسة الرقمية، إن منصات البث وشركات الاتصالات لديها “مسؤولية مشتركة لاتخاذ خطوات لضمان الأداء السلس للإنترنت” خلال الأزمة.وقال الاتحاد الأوروبي إن منصات البث يجب أن تفكر في تقديم مواد (أفلام وبرامج) بصورة عادية الوضوح فقط، بدلاً من عالية الوضوح، ويجب أن يتحمل المستخدمون المسؤولية عن استهلاك البيانات.وأوضحت الصحيفة أن ثمة مخاوف من أن خدمات الإنترنت المنزلية، التي صممت للتعامل مع زيادة الاستهلاك مساء، ربما لا تتحمل أياما طويلة من استهلاك البالغين الذين يشاركون في مؤتمرات الفيديو، والأطفال الذين يأخذون دروسا عبر الإنترنت أو يمارسون الألعاب أو يشاهدون الأفلام.وفرضت حكومات أوروبية عديدة من إسبانيا إلى النمسا إجراءات إغلاق للحد من انتشار الفيروس. وأغلقت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، المدارس والمطاعم ما أقعد الكثيرين في منازلهم.وأدى ذلك لزيادة استخدام الخدمة الصوتية وخدمة المعلومات، لكنه أدى أيضا إلى تغيير في كيفية التواصل بين الناس وفي إيطاليا، وهي أول دولة تنفذ إغلاقا كاملاً، حدثت زيادة بمقدار 3 أضعاف في استخدام مؤتمرات الفيديو، وهو ما أدى إلى جانب خدمات البث والألعاب، إلى زيادة بنسبة 75 % في حركة مرور البيانات عبر شبكات الإنترنت والمحمول، وفقا لشركة الاتصالات الإيطالية “تليكوم إيطاليا”.وقال يوهان أوتوسون، رئيس الأعمال الدولية في شركة الاتصالات السويدية تيليا: “إنه ليس طوفانا، ولكنه زيادة كبيرة جدا”.وأصدر قطاع الاتصالات الإسبانية تحذيرا في بداية الأسبوع، لحث المستهلكين على تقنين استخدامهم للإنترنت من خلال التدفق وتحميل المزيد في ساعات الذروة.وفي المملكة المتحدة، عقد المسؤولون التنفيذيون في مجال الاتصالات مؤتمراً عبر الهاتف الخميس الماضي، لمناقشة خلل جعل مئات الآلاف من العملاء غير قادرين على ربط المكالمات بالأشخاص على شبكات الهاتف المحمول الأخرى.وقالت شركة “02” البريطانية المملوكة لشركة “تليفونيكا” الإسبانية، الثلاثاء، إنها تلقت بلاغات من عملاء يجدون صعوبة تتعلق بالشبكة الصوتية مع عمل الكثيرين من منازلهم خوفا من التعرض للعدوى بالفيروس.وفي الولايات المتحدة، سمحت لجنة الاتصالات الفيدرالية، الأربعاء، باستخدام مؤقت إضافي لتلبية الطلب المتزايد على شبكات الإنترنت.وقالت وحدة شركة “فودافون” في ألمانيا إن استخدام خدمة البيانات كان أهدأ في ساعات النهار وتزايد في المساء، إذ يمضي الناس الذين حرموا من الخروج إلى الحانات والمطاعم الوقت أمام منصات المشاهدة.وقالت “فودافون ألمانيا” و”دويتشه تليكوم” و”تليفونيكا دويتشلاند” إن شبكاتها تعمل بشكل جيد.وفي الوقت نفسه، زادت الاتصالات على خطوط الهواتف المحمولة بدلا من تطبيقات التراسل مثل “واتساب” مع اطمئنان الناس على أقاربهم من كبار السن الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا والأقل ميلا لاستخدام مثل هذه التطبيقات.بينما قالت مجموعة “إلياد” الفرنسية للاتصالات، إنها لا تتوقع ضغطا على الشبكة نتيجة الإغلاق في فرنسا وإيطاليا.وارتفعت، الخميس، حصيلة الوفيات المؤكدة حول العالم من جرّاء فيروس كورونا المستجدّ إلى 9175، وبلغ عدد المصابين بالوباء أكثر من 217 ألفا و805 حالات، بينما تعافى 84 ألفا و234 شخصا.