تكتيكات امريكا مع الصين
د. نزار محمود
لقد أدركت امريكا انه لا مناص من المواجهة اذا ما أرادت ان تبقى الرقم واحد في العالم! هذه المواجهة ستتخذ أشكالاً مختلفة وستكون في مجالات متعددة، سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وإعلامية.
كما ستعمل امريكا على تحشيد حلفائها ومحمياتها، لا بل والضغط عليهم وحتى ابتزازهم للوقوف الى جانبها في مواجهاتها بشتى الذرائع والحجج.ان امريكا لم تحظ بهذه القوة والمكانة دون مقومات حقيقية وواقعية. فامريكا قارة تزخر بالموارد والعقول والميول الى الابداع والابتكار والمغامرة، كما أنها امتلكت من القوة العسكرية والادارات السياسية والاقتصادية ما أعانها على تفوقها العالمي. يكفي أن نشير الى ان دخلها القومي يقارب العشرين الف مليار دولار، وان ما يزيد عن ٣٠٪ من التجارة العالمية تجري بعملتها الدولار الامريكي.
بيد ان هذه العوامل الموضوعية قد أضافت لها عوامل أخرى زخماً كبيراً في القوة والهيمنة، منها:- المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها.
.- اعتماد الدولار الامريكي كعملة تسوية المعاملات التجارية، لا سيما في عقود الطاقة والسلاح، واحتياطي للعملات الاخرى.
.-التحالفات السياسية والعسكرية.-.
الانظمة التي زرعت قياداتها وأمنت الحماية لهم وتمكنت من استخدامهم في صالح سياساتها.-.
تصدير لا بل وفرض ثقافتها أحياناً.
.- الخطط الاجهاضية والمؤمرات الدولية التي تحيكها مؤسساتها الاستخبارية ضد الأنظمة “المارقة”.
خلال العقود الثلاثة الماضية حققت الصين معدلات غير طبيعية في نموها الاقتصادي وتقدمها التقني وتوسيع علاقاتها التجارية. وكان من بين ما ساعدها على ذلك تجنبها التصادمات العسكرية والمناكفات السياسية وذكاء بناء علاقاتها المحسوبة بدقة وحكمة، وتحفظاتها الدبلوماسية ومواقفها الدولية
.ازاء ذلك ومن أجل كبح جماح ذلك النمو والتقدم الصيني، وفي اطار الحسابات الامريكية لتحالفات الصين المحتملة، ابتدأت امريكا حربها الاستباقية في حرب روسيا ضد اوكرانيا.
كما انها عملت في ذات الوقت الى استفزاز الصين في المحيط الهادي وحول قضية تايوان.هذه الاستفزازات تهدف الى:-
دفع الصين الى نوع من سباق التسلح وهي مسألة استنزاف كبيرة، دفع ثمنها سابقاً الاتحاد السوفيتي.-.
الاقلال من دعم الصين لروسيا واخذ ذلك في حسابات نتائج حرب عالمية محتملة.
.- تحشيد شركاء الصين الاقتصاديين، لا سيما الاوروبيين، ودفعهم الى عدم التوسع في علاقاتهم مع الصين.
.- العزف على ثقافة وممارسات حقوق الانسان والاقليات في الصين.