تقرير يبين علاقة الغزو الامريكي بأحداث 11 سبتمبر
بعد ما يقارب الـ20 عاماً، لا يزال غير واضح للكثيرين أسباب غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، والصلة بأحداث 11 سبتمبر وانهيار برجي التجارة، على الرغم من وجود علاقة لا ريب فيها.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة ” the National “ وترجمته (الاولى نيوز)، فأنه “إلى حد كبير، قرار الغزو كان في النهاية قرار الرئيس جورج دبليو بوش وحده، لكنه لم يقدم أبداً إجابة مرضية، بوش قال أشياء قبل الغزو وضعت الكثير من التساؤلات، مثل قوله بأن صدام حسين حاول قتل والده، الرئيس السابق جورج بوش الأب”.
وأضاف التقرير، أن “بوش اعتمد بشدة على نصيحة من حوله، والذين كانت لديهم أسباب مختلفة لتفضيل كل من الغزو والطريقة التي أدارت بها الولايات المتحدة المنطقة”.
أحد الجوانب، الذي أعرب عنه نائب الرئيس ديك تشيني في كثير من الأحيان ، هو ما أطلق عليه الصحفي رون سوسكيند “عقيدة الواحد في المائة”، والمتمثلة بأنه: “في حقبة ما بعد الـ11 من سبتمبر ، لم تستطع الولايات المتحدة الجلوس وانتظار حدوث التهديدات، ولا يمكنها تحمل تجاهل تهديد ولو كان ضئيلاً لإلحاق ضرر بالولايات المتحدة أو مصالحها ، إذا كانت هناك فرصة واحدة في المائة بحدوثها، فيجب التعامل معها كما لو كانت مؤكدة بنسبة 100 في المائة”.
وتابع التقرير: “ضمن هذه الحجة ، كان العراق مرتبطاً بشكل مباشر بأحداث 11 سبتمبر لأنه إذا كانت هناك فرصة بنسبة 1٪ أن صدام سيعطي أسلحة دمار شامل للإرهابيين ، فيجب القضاء عليه ، من خلال هذه الرؤية”.
واضاف ايضاً: “رأت مجموعة أخرى من مستشاري بوش التهديد من منظور أوسع، هذه المجموعة التي عرّف البعض منها على أنهم “محافظون جدد” ، رأت أن العراق يهدد مجموعة من المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، كان صدام عدوانياً وعنيفاً ومستبداً ومصممًا على جعل نفسه زعيمًا للعالم العربي، وقد استخدم أسلحة الدمار الشامل بشكل عشوائي على كل من الأجانب وشعبه ، وأراد تدمير إسرائيل ، وأراد أن يكون قادرًا على تحديد السعر العالمي للنفط ، وقد دعم العديد من الإرهابيين في الماضي”.
وأكمل: “لقد جادلوا بأن الإطاحة بصدام ستسمح للولايات المتحدة بإقامة ديمقراطية في العراق بشكل سريع وسهل للغاية، وأن الديمقراطية هناك ستغير المنطقة بأكملها، وهكذا بالنسبة لهم فإن غزو العراق لن يزيل فقط مصدر أكبر مشاكل أمريكا في الشرق الأوسط ، بل سيخلق ديمقراطية جديدة موالية لأمريكا من شأنها أن تحول المنطقة من أرض المشاكل إلى أرض الوعد”.
بالنسبة للكثيرين ، كانت القوة هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع مشكلة صدام ، وهي مشكلة ستبقى طالما بقي في السلطة في العراق ، كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر قد حفزت الرأي العام الأمريكي على العمل ضد التهديدات ، ومن الواضح أن صدام كان يمثل مثل هذا التهديد ، حتى لو لم يكن المحرك الرئيسي في أحداث 11 سبتمبر، بحسب التقرير.
وأردف: “من الأهمية معرفة أن الجميع صدقوا امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل ، داخل إدارة بوش وخارجها ، كل وكالات الاستخبارات الأمريكية وكل محلليها صدقوا ذلك ، الإسرائيليون آمنوا بنفس الشيء ، والإيرانيون والأردنيون والمصريون والبريطانيون والفرنسيون والألمان والروس وأي شخص آخر لديه أي معلومات استخبارية عن العراق ، اضافة الى الغالبية العظمى من العراقيين صدقوا ذلك أيضًا ، لأن صدام أرادهم ذلك”.
وختم التقرير بالقول: “ليس هناك شك في أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر مكّنت من غزو العراق ، لولاها، من الصعب أن نتخيل أن الولايات المتحدة كانت ستغزو ، لكن الأساس المنطقي للغزو كان موجودًا بالفعل قبل وقت طويل من اصطدام الطائرة الأولى بالبرج الشمالي”.