الاولى نيوز / بغداد
أثار رفض مراجع النجف استقبال آية الله محمود هاشمي الشاهرودي، خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، امتعاض إيران وأنصارها في العراق، إذ فهم الأجراء بأنه “رفض ترشيح الشاهرودي لخلافة السيستاني”، وفقا لتقرير نشرته وكالة “رويترز”.
ويقول التقرير، الذي تابعته ” الاولى نيوز ” إن إيران كثفت من خطواتها لتثبيت آية الله محمود هاشمي الشاهرودي في ظل الغياب الواضح للمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني المتقدم في السن، وأيضا في ظل مسعى ملحّ للمرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي لتوحيد قم والنجف تحت راية ولاية الفقيه”.
ويشير التقرير الى زيارة الشاهرودي الى النجف أوائل أيلول الماضي، مع عدد غير قليل من رجال الأمن ومسؤولين في الحرس الثوري. وقضى الشاهرودي البالغ 69 عاماً عدة أيام في لقاءات مع المسؤولين ورجال الدين وطلبة المدارس الدينية في محاولة لـ “استمالتهم”، وذلك في مكتبه قرب مرقد الإمام علي.
وصرح مسؤولون عراقيون، حاليون وسابقون، بأن هدف الشاهردودي من الزيارة كان تعزيز مكانته لخلافة آية الله علي السيستاني الذي يبلغ من العمر 87 عاماً. وسبق أن فتح الشاهرودي عام 2011، مكتبا في النجف وبدأ يدفع منحا لطلبة المدارس الدينية، وفيما بعد افتتح مكتبين في بغداد وكربلاء.
ويشير تقرير “رويترز” إلى أن إيران تساند الشاهرودي في مسعاه حيث ترأس هو القضاء الإيراني على مدار عشر سنوات، وهو يرأس الآن مجمع تشخيص مصلحة النظام، لكن يبدو أن الطريق لن تكون سهلة لتحقيق هذا الهدف، حيث ينظر البعض إليه بعين الارتياب. ويقول التقرير، إن السيستاني الذي باعد بينه وبين السياسة الإيرانية لا يريد بعض أتباعه أن تخلفه شخصية مقربة من طهران وتابعة لنظام ولاية الفقيه، في وقت يتبنى العراق النظام البرلماني الديمقراطي التعددي.
ويقول طلاب في حوزة النجف إن الصراع بين مرجعيتي النجف بزعامة السيستاني ومرجعية قم بزعامة خامنئي هو صراع أزلي حول من يكون الزعيم الوحيد للشيعة، فيما قال مسؤولون عراقيون إن المسألة ليست دينية فقط بل أصبحت السياسة جزءا منها، حيث تمكن المرشد الإيراني علي خامنئي الذي لا يملك شـــعبية بين شـيعة العراق من الدخول إلى الساحة العراقية عبر الفصائل المسلحة وسياسيين موالين له وارتفعت اسهم طهران في العراق بعد استعادة المناطق المتنازع عليها من الكرد حيث قاد الجنرال قاسم سليماني بنفسه مهمة إقناع بعض القيادات الكردية بسحب قوات البيشمركة من هذه المناطق، وفي مقدمتها كركوك.
ويقول تقرير “رويترز”، إن إيران، اذا تمكنت من فرض سطوتها في اختيار أكبر رجال المذهب الشيعي في العراق فسيصبح بوسعها أن تحكم قبضتها على السلطة في البلاد لسنوات قادمة. كذلك فإن وجود رجل دين رفيع المقام في النجف متعاطف مع المصالح الإيرانية سيبدد إمكانية وجود منافس للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يريد أن يبوِّئ نفسه زعيما للشيعة في مختلف أنحاء العالم في وقت يشتد الجدل أيضاً حول خلافته بعد تزايد الحديث عن اشتداد مرضه