تقرير أميركي يؤشر تطور سلاح الجو العراقي ويحدد “مكمن الخطر”تقارير وتحليلات
أشادت تقارير أمريكية، بتطور قدرات سلاح الجو العراقي، رغم العقوبات والتحديات التي يواجهها، وقدرته على العمل مستقلا عن دور الولايات المتحدة، بما في ذلك استخدام طائرات “اف-16” الأمريكية.تقرير لمجلة “فوربس” الأمريكية، نقل عن الحساب الرسمي لقوات التحالف بقيادة واشنطن، إشارته إلى الغارات الجوية الأخيرة التي نفذتها طائرات”اف -16″ التابعة لسلاح الجو العراقي ضد داعش، في أوائل الشهر الجاري، كدليل على أن هذه القوة الجوية “تتمتع بالمهارات اللازمة لأداء مهامها”. مستقبل خطروذكر التقرير الأمريكي، أن “القوات الجوية العراقية تقصف بشكل متقطع أهدافاً تابعة لداعش في شمال البلاد، وأن التحالف يعمد إلى تسليط الضوء بشكل دائم على هذه الضربات، لأن تقارير العامين الماضيين، كانت تشكك في قدرة العراق على صيانة وتشغيل طائراته”.وأوضح التقرير، أن “العراقيين يجدون سهولة أكبر في التعامل مع الطائرات الأكثر بساطة بالمقارنة كطائرات (سوخوي-25 فروغفوت) من طائرات (اف -16) الأكثر تعقيدا، والتي يمتلك العراق منها 34 مقاتلة، تتمركز في قاعد بلد الجوية في محافظة صلاح الدين”.وأضاف أن “الخبراء الفنيين التابعين لشركة (لوكهيد مارتن) كانوا يعملون سابقا في قاعدة بلد للمساهمة في مساعدة العراق على صيانة هذا الأسطول، لكن تم إخلاؤهم في أوائل عام 2020 في أعقاب التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، ثم جرى إجلاؤهم مجددا في آيار العام الماضي، مع استمرار تهديد الهجمات الصاروخية من الميليشيات المدعومة من إيران”.ولفت التقرير الأمريكي، إلى أن “عدداً كبيراً من طائرات (اف-16) قد توقفت عن العمل في السنوات الماضية، حتى أن تقارير أفادت بأن العراقيين قاموا بتفكيك بعض الطائرات للحصول على قطع غيار لاستخدامها في صيانة طائرات أخرى قابلة للطيران، حتى بدا أن مستقبل المقاتلات الجوية الأكثر تطورا التي اكتسبها سلاح الجو العراقي، في مرحلة ما بعد صدام حسين، أصبح قاتماً”. تحديات الدفاع الجويوأشار إلى أن “قيام واشنطن ببيع هذه الطائرات بمليارات الدولارات، إلى العراق في العقد الأول من القرن الـ21، وصف بأنه مبادرة حسن نية وبمثابة إيمان بالجهود لجعل العراق يحصل على الجيش الذي يحتاجه للدفاع عن نفسه”.واعتبر التقرير، أن “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لديه مصلحة في تسليط الضوء على المهمات المستمرة لطائرات (اف-16) في مواجهة التساؤلات الخطيرة حول قابليتها للتشغيل وقدرة سلاح الجو العراقي على احتواء ومحاربة التهديد المستمر لداعش”.ونوه تقرير مجلة “فوربس” الأمريكية، إلى أن “هذه الضربات ليست شيئا هامشيا، وهي قد تكون بمثابة مؤشر إلى وجود أمل حول مستقبل المقاتلة النفاثة الرئيسية في سلاح الجو العراقي”.وجاء في تقرير المفتش العام لعملية العزم الصلب (حملة الجيش الأمريكي ضد داعش)، الذي يغطي الفترة ما بين 1 يوليو/تموز 2021 الى 30 ايلول/سبتمبر 2021، إشارة إلى أن “سربي المقاتلات التاسع والحادي عشر اللذان يعملان على طائرات (اف 16)، نفذا أكثر من 270 طلعة جوية، 9٪ منها كانت طلعات قتالية و91٪ طلعات تدريبية”، وفقاً لـ”فوربس”.وأضاف التقرير، أن “جميع الطلعات القتالية أو التي تم التخطيط لها كمهمات هجومية مستهدفة، تطور بعضها الى مهمات ضربات غير مخطط لها على الأهداف بعد الإقلاع، وأن ذلك يعني أن قدرة العراق على ادارة هذا النشاط من دون دعم تقني من مقاولي شركة (لوكهيد)، يعتبر أمراً جديراً بالملاحظة”. الدعم التقني الأمريكيوتابع التقرير أن “أسطول سلاح الجو العراقي من طراز (اف -16) تمكن من الاحتفاظ بوتيرة ثابتة حتى وإن كانت منخفضة، من الضربات الجوية المخطط لها مسبقا وفي الوقت نفسه، تقليل الاعتماد تدريجيا على دعم المقاولين الأمريكيين في ضربات استهداف مواقع داعش الثابتة كأماكن مواقع المبيت والكهوف والمخابئ”.وخلص التقرير، إلى أن “طائرات (اف-16) ليست بالضرورة الخيار الأفضل لحاجات سلاح الجو العراقي في الوقت الحالي، وفي المستقبل المنظور، إذ أنها تتمتع بقدرات جو-جو محدودة، لأن الولايات المتحدة لم تزود العراق بصاروخ (ايه اي ام-120 امرام) (جو-جو)، ما يعني أن الطائرات لا تستطيع القيام بكل قدراتها في الدفاع الجوي”.وختمت مجلة “فوربس” الأمريكية، تقريرها، بأن “هذه الطائرات الهجومية قد لا تكون الأكثر ملاءمة لمحاربة داعش ومواجهة التهديدات الأخرى المتمثلة من القوى المسلحة غير الحكومية، معتبراً أن الخيار الأفضل قد يكون الطائرات المسيرة القوية والفاعلة”.