مقالات

تعليم ما بعد الجائحة – حسين الذكر

تعليم ما بعد الجائحة – حسين الذكر

صحيح ان نسب التطعيم ضد الجائحة ما زالت مستمرة في العراق بجميع المحافظات بمعدل تلقيح مرتفع يوميا الا ان الاقبال شديد كما ان عدد الإصابات والوفيات بفضل الله بدا يقل نسبيا .. وهذا الملف لم يخص العراقيين فحسب بل ان اخبارا متواترة ترد من دول إقليمية وعربية شقيقية تؤكد ذات المعنى .. حيث سمعنا ان المدارس في بعض الدول العربية قد بدات الدوام بشكل طبيعي هذا الموسم وان بعضها بدا بخمسين بالمائة مع التأكيد على ضرورة التهيئ من قبل الملاكات التعليمية ان تبلغ المائة بالمائة بمستوى متصاعد مطمئن مسيطر عليه .نعم مرت سنتان عصيبة على طلابنا الأعزاء وكذلك ملاكاتنا التعلمية والتدريسية على كافة المستويات وذلك من خلال هجمات كورونا المؤذية المميتة على المجتمع العراقي بشكل يكاد يكون مفاجيء .. حتى ان اغلب مدارسنا لم تسمع بالتعليم المباشر عن بعد ولم تمارسه من قبل بل ان اغلبنا لم يسمعه الا من خلال الدراسات العلياء وفي خارج العراق .. لكن مع كورورنا فرض التباعد والإجراءات الصحية نفسها بقوة لدرجة تمكنت ملاكتنا ومدارسنا وادارتنا من اداء شبه مهامها ان لم يكن مهام كاملة بصورة جيدة مقارنة مع ما عاناه قطاع التعليم في بلدان أخرى .اليوم نمر بحالة شبه جيدة ونامل خير في قادم الأيام … مما يتطلب ان يكون هناك خطة صحية تعليمية تامة وشاملة وتحمل بين طياتها منهجية خطط ( 1 و2 و3) معدة للتنفيذ في حالات التحسن والتفائل الذي نتمناه لعراقنا العزيز عامة ولطلبتنا خاصة .. لا نريد نلغي احتمال التشاؤم – لا سامح الله – لكن المؤشرات عامة تشير الى تطورات يجب علينا ان التعاطي معها بشكل إيجابي ونستعد لها بما يلق بمكانة العراق وتاريخه الحضاري بعد ان علم السومريون العالم كيفية القراءة والكتابة .التعاون التام بين المؤسسات مدعمة بقرارات حكومية صادرة من خلية الازمة العليا وفرض التوصيات الضرورية لا يعني ان نقف مكتوفي الايدي او نعمل سلبا في المستقبل القريب والبعيد … بل ذاك يتطلب منا جميعا طلبة واولياء أمور وادارات مدارس ومؤسسات حكومية واهلية صحية او تعلمية او اجتماعية او إعلامية … ان ياخذ كل دوره لنضع امام اعينا أهمية الحفاظ على مستوى التعليم لابنائنا واجيالنا كجزيئية مقدسة لا يمكن الحد منها او التخلي عنها لاي سبب او ظرف كان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى