تعلم ان تدير افكارك
زينة البياتي
الفكرة هي صوت في العقل ينشأ قصة فيقنع بها الجسد ويتفاعل معها ، هذا التفاعل هي المشاعر التي تزود الافكار بالطاقة ..
اساس كل شئ في الحياة هو فكرة واذا تعمقنا بالافكار نجد منها السلبي والايجابي،،
الفكرة هي مسؤولة عن كونك انسان ايجابي ذو طاقة ايجابية ام سلبي تحيط بك الطاقة السلبية..
لكل فكرة داخلنا اساس عميق جدا علينا البحث عن الاساس مهما كان متعب .
فلو تخيلنا ان العقل عبارة عن ابواب مغلقة وقررنا فتح تلك الابواب لنكتشف الافكار التي بداخل كل باب
فالندخل الباب الاول معا ،، عند فتح الباب وجدت هناك عدت رفوف مهملة او ربما قديمة وعلى احد تلك الرفوف وجدت صندوق تحيط به الغبرة قررت فتح هذا الصندوق ،وجدت فيه افكار من الماضي، معتقدات قديمة فرضتها البيئة علينا ومر عليها عدة سنوات، هل وجود هذا الصندوق صحيح ؟ يجيب ان اتحرر من هذه الافكار التي تزعجني ب مواقف الماضي التي تؤلمني ف اذا تم الاحتفاض بهذه الافكار ممكن في اي لحضة يتم تغذيتها ب مشاعر مثل الالم ،الحزن واعيش فكرة خطأ في وقت خطأ واساسها الماضي !! اذا قررت التحرر من هذا الصندوق لاستقبال افكار جديدة من الحاضر والمستقبل والاهم من هذا يجب ادارك حقيقة مهمة “انا لست افكاري” وليست جميع الافكار مرجعها لنا ربما لاعتقاد خاطئ فرضته البيئة علينا.. علينا اخذ العبرة فقط ونتحرر منها باسرع وقت .. (ليس من الخطأ ان نعود بتفكيرنا الى الماضي من اجل العبرة والعظة وليس من الخطأ كذلك ان نفكر في المستقبل ولكن الخطأ ان نستغرق في التفكير للدرجة التي تنسينا الحاضر الذي يجب ان نعيشه ونتمتع به .. د. اكمل نجاح / معالج نفسي ) ..
قررت ان اتحرر من هذا الصندوق واخذ العبرة فقط منه
وحصلت على رسالة منه ان التفكير في الماضي يفقدني عيش اللحضه ،، يجيب اهدار الوقت الكافي لنتعلم كيف نعيش اللحضه…
اصابني الفضول حول الباب الثاني ف قررت ان اسير ب اتجاه الطريق المؤدي له
فتحت الباب الثاني وكان عباره عن اللوان زاهية كأنها اللوان قوز قزح رأيت افكار عن الحب، السلام الداخلي ، الابداع ، السعادة ، الثراء ،لكنها كانت تحتاج الى اهتمام لتصبح هدفنا الكبير ،،فلا تستهين ب افكارك مهما كانت بسيطة لانها قد تكون الخطوة الاولى في تحقيق الهدف الكبير ،، اذا اساس كل شئ في الحياة هو فكرة لا تستهين في هذه العبارة . كان باب ممتع لكن عليَ المغادرة لاذهب الى الباب الاخر.. وكانت رسالة هذه البوابة هي سقي بذور افكار الحب والامل ،السلام الداخلي ، والابداع ف اذا راودتك فكرة مبدعة لا تستهين بها فسوف يأتي موسم الحصاد مهما تأخر وتحصد افكار ابداعك فقط اسقيها واهتم بها ف انت لا تدري اي فكرة ترشدك الى الثراء والنجاح ،، تذكر دائما ان لا تنظر الى موسم حصاد الاخرين بل اسقي افكارك وتمتع بها الى ان تحصدها ،،احيانا طريق الوصول امتع من الحصاد ..
والان فالنتجه الي البوابة الثالثة… دخلت هناك ورأيت الكثير من الافكار وكثير من الالوان الباهتة لا استطيع تفسير ما يدور حولي كأنها دوامة ف نويت الاقتراب وجدت بستان كبير جدا فيه عدة اشجار باهته لكنها تأخذ مساحة كبيرة من البستان اقتربت على الشجرة الاولى و رأيت على كل ورقة من هذه الشجرة فكرة اقتربت اكثر لاقرأ هذه الافكار
وجدت ( انا حزين ورأيت السبب ، انا متشائم وكذلك يوجد سبب ، انا قبيح ……..،)
صابني الفضول حول الشجرة الثانية واوراقها رأيت عدة افكار مكتوبة منها
١. عدم الايمان ب الافكار المبدعة واهمالها
2. تحطيم الذات
3. انا خائف
4. انا غاظب
5. افكار تخص بما لا نستطيع فعله الان او بما نعجز عنه او افكار تزعجنا، افكار مستمرة عن مشكلة معينة ودوام الاستمرار بالتفكير بها بدل وجود الحلول
6. وجدت عبارات قاسية ( ليس لمشكلتي حل ، مشكلتي عويصة ومقعدة )
7. المشاكل العائلية المستمرة ، اخبار محبطة وتجارب حزينة والتأثر بها ، وجدت الافكار التي تخص الناس السلبين في الحياة ومدى تأثيرهم على افكارنا .. …… ورأيت في اخر شجرة زرتها المقارانات والانتقادات الجارحة من الاهل والاصدقاء والافكار المتكونة نتيجه ذلك ، افكار تخص عدم تقدير الاخرين لنا ، افكار القلق والوسواس ،افكار الخوف وعدم الايمان… لم يعد بوسعي الانتقال الى اشجار اخرى لكني قررت ان اقلع تلك الاشجار من جذورها واتخلص منها باسرع وقت واستغل مساحة البستان في افكار ابداعية تنتظر مني التغذية والسعي لاستمتع في حصادها في وقت لاحق.. كان علية الاسراع في التخلص من تلك الافكار التي اسميتها افكار سلبية سيطرت على جزء كبير من الافكار وبالتالي يتم تغذيتها بالمشاعر وتنعكس على الواقع وتجذب كل ما هو سلبي من الخارج بسبب الافكار السلبية من داخل العقل ( حسب قانون الجذب) .. كيف اتخلص منها اذا ؟ اولا يجب تقبلها والاعتراف بها كما هي ف انكار تلك الافكار تجعلها تزيد، ثم تغيرها ب افكار اخرى مثلا لكل جانب سلبي يوجد جانب ايجابي لو اردنا ذلك (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)/سورة الانشراح ) يؤكد الله في تلك الايات ان لكل عسر يسر ولكل مشكلة حل … ( التفكير اما ان يكون سلبيآ يؤدي الى جعل العقل ينجذب نحو الافكار السلبية ثم تصبح هذه الافكار الى معتقدات وبعدها تصبح عادة راسخة او ايجابيآ وينجذب العقل الى الافكار الايجابية ثم تصبح معتقدات ثم عادة راسخة وبكل الاحوال تؤدي الى جعل الانسان يتصرف على اساسها / علي رمضان فاضل / كتاب العقل الباطن صانع المعجزات).. ما هي الرسالة من هذه البوابة !! الرسالة هي :الانسان الذي نفسه تسبح في مجال طاقي سلبي مهما توفرت له الماديات الاساسية للحياة ستكون سبب في تعاسته ، ممكن ان يتوفر له الجمال ويكون سبب تعاسته وممكن ان يتوفر له المال ويكون سبب دماره وممكن ان يتوفر له فرصت زواج ب انسان صالح ويكون هذا الزواج سبب ضياعه ،وممكن ايضا ان يتوفر له منصب مهم ويكون سبب هلاكه وتمرده ،، اذا من المهم ان نسيطر على الافكار السلبية وطردها من حياتنا لانه مهما توفرت لنا فرص النعيم ونحن نسبح في مجال طاقي سلبي سوف يتحول كل شئ مادي سلبي ،، الانسان السلبي لا يشعر ب النعيم ،سيطر على افكارك فهي اساسك وانعكاس ما حولك لك ،،، من الممكن ان تتوفر لديك فرص النعيم الكافية لكن فكرة سلبية واحدة كفيلة بعدم الاحساس بذلك النعيم والتركيز على تك الفكرة السلبية فقط ،، وفي النهاية نقوم ب اختبار بسيط ،،عزيزي القارئ حينما تكون غاظب لاحض من حولك الجماد قبل البشر ف اذا مررت بجانب كرسي من الممكن على الاقل ٤٠٪ ان تنصدم به ، و لاحض ايضا عندما تكون على عجلة وغظب وانت متجه الى عمل معين سوف تدرك ان جميع من حولك لا ينسجمون معك ولا يرغبون في المساعدة او ربما تضهر العكوسات في طريقك الى الهدف وانت غاظب وهذا اكبر دليل على ان الافكار السلبية تنعكس على واقعنا من غير شعور .. جرب ان تكتب قبل نومك افضل ٥ صفات لك و ٥ نعم حولك ك تدريب للتخلص من الطاقه السلبية على سبيل المثال انا انسان جيد ، الحمدالله على نعمة البصر … ،توجد رسالة اخيرة تخص البوابات الثالث التي قمنا بزيارتها هي ان هناك ربط بين الجسد المشاعري والفكري ومن اهم المشاعر التي تسبب ازمات نفسية هي الرفض وعدم القبول ،،عليك تقبل بوابة الافكار التي انت بها الان لانها سوف تفسر على شكل مشاعر ،، فلو كنت تشعر ب الاكتئاب والحزن والمعاناه فسببها رفض الماضي ولو كنت تشعر ب الخوف والقلق والفزع فسببه رفض المستقبل اما شعور الملل فسببه رفض الحاضر اذا اساس المشكله هو الرفض وعكسها هو القبول( بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)) / البقرة) ..تقبل البوابة التي انت بها الان وانوي التغير للافضل وحاول اصلاح افكارك .اختم مقالتي بالتقرب الى الله عز وجل ،، كل شئ في السموات والارض مرجعه الى الله سبحانه وتعالي حتى افكارنا ،، اذا فالندعوا بهذا الدعاء : اللهم سلمتك جميع افكاري اللهم سخر افكاري لي و انعم علينا ثبات العقل والدين واجذب نحونا الطمأنينة والحب وافكار الابداع والجمال وابعد عنا جميع الافكار السلبية .. اللهم امين