تساؤلات حول الشيفرة الكونية وتجلياتها لكل شخص
خضير طاهر
تخبرنا المعارف الباطنية ان لكل شخص شيفرة كونية ، سواء كنا مخلوقات من قبل إرادة إلهية مثلما يؤمن المتدينون ، أو نحن نعيش مبرمجون من قبل قوى ذكية تحركنا أشبة بالروبوت ، او اننا نغطس في ظلمات من التيه والعشوائية والعدم …
الأمر المؤكد ان لكل شخص شيفرة حتمية تقوده وتتلاعب به .
وإذا نظرنا الى مشكلة الموت على انها صحية وليست دينية تخضع لحتمية موت البشر حسب عقيدة الأديان ، وان مستقبل الطب سيتمكن من علاج كافة الامراض وتطوير الخلايا والقضاء على الموت نهائيا وجعل حياة الإنسان دائمية أبدية ..
فإن الكثير من طروحات المعارف الباطنية المتأثرة بالأديان ستنهار وستنفتح ممكنات وآفاق جديدة امام البشر لإختراق حجب وأسرار شيفراتهم وتعديلها حسب رغباتهم وطموحاتهم سواء عن طريق طاقة معينة أو تقنيات محددة .
ولابد من التنويه هنا .. نحن لانتحدث عن التفاؤل والأمل والخير والبركة ، وقوة الإرادة وحُسن التدبير ، لا .. ليس هذا المقصود ، وانما الإختراق الذي نعنيه هو الخروج من قوانين الأقدار والحظوظ التقليدية وإختيار الأفعال المضمونة النتائج ، وقلب المعادلة بدلا من ان يكون الفرد رقما بين أرقام القطيع يصبح اللاعب البطل المتحكم بأقداره وحياته ، ويضاف لها في حال نجح الطب في وقف الموت ستكون حياته خالدة على الأرض وسيتذوق لأول مرة السعادة الحقيقية.
هل هذا ممكن ؟.. نعم ممكن على ضوء إشارات جاءتنا من فيزياء الكم وما يحدث من تفاعل بيننا وبين العالم الكومومي المحيط بنا ، والسؤال : ما الذي يمنع من حصول تفاعل على مستوى أعمق ونتوغل الى أعماق عالم سحيق وتنجح محاولتنا في كشف شيفرتنا الفردية ونعدل ونبدل في تصميم برمجة الأقدار والحظوظ ويصبح العالم ملك لنا وبأيدينا .. ونضيف لها نجاحات الطب في خلق إنسان متطور يخلو من الشر ومبرمج دماغه على حب الخير والعدالة ، ويعيش حياة دائمية من دون موت … أليست هذه هي الجنة الموعودة ؟!