ترييف المدن
ترييف المدن – لمى الربيعي
فيما مضى من السنين كنا نعمل على تمدن الريف وإحياء الحضارة لتصل لتلك الفئة من الناس المحدودة الثقافة في البيئة الريفية اما الان فقد انتقلت تلك البيئة وكل ما فيها من محتوى إلى المدينة ..في البدء سأتحدث عن المدينة الام العاصمة بغداد فقد انتقلت إليهاالعوائل من الارياف المجاورة بصحبة حيواناتها الأليفة للعمل في المدينة بدل الريف فالحمار والحصان يتجول في شوارع العاصمة بصحبة عربة رثة تعمل على جمع النفايات من الأحياء والمحال مقابل مبالغ زهيدة ليكبها باي فسحة ارض خالية ليأتي بعدها قطيع الماشية وهو مجموعة من الأغنام ليرعوا في كوم النفايات وبعدها يقفوا على حافة الرصيف ليعرضوا للبيع اما حيا او مذبوحا على نفس الرصيف تاركا مخلفات ذلك .. إذا كنت تتمشى في احد شوارع الحي لترى امامك سرب من البط او الاوز يتمايل ذاهبا في نزهة لأقرب بركة قد ركدت بمياه اسنة .. كذلك هي الهجرة البشرية من الريف إلى المدينة ونقل مصدر معيشتهم وماكانوا يقتاتون بة معهم بعد غياب السلطة والرقابة والقانون في فرض الضوابط للسكن كما كان معمول به سابقا فقد عمت الفوضى في كل أنحاء العاصمة السكن والبناء العشوائي في الأراضي الحكومية والزراعية بهيئة تجاوز وتقسيم الدور الى مساحات صغيرة وبيعها حتى تم تشويه البيوت وهيئتها .فترييف المدينة هو مأ خرج عن سيطرة الانظمة المتسلطة العاجزة عن حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الزراعة والصناعة مما يدفع المواطن للهجرة من الريف إلى المدينة تفتيشا عن العمل .وغض النظر عن فرض ضوابط للسكن في العاصمة المزدحمة بالسكان .وعليه لابد من وزارة التخطيط وبالتعاون مع الوزارات الساندة وذات الاختصاص من اعادة النظر في الابنية وترميمها بطرازها القديم وضمن ابداع السلف للابقاء عليها شاهدا على عصر الازدهار في بغداد كما ويجب اتخاذ الاجراءات الرادعة بحق المخالفين الذين يسيئون الى الرموز التاريخية والمناطق الاثرية ويجعلون من مناطق بغداد ساحات لهم بدون الحصول على الموافقات الرسمية وان على امانة العاصمة وضع الخطط الكفيلة بالحد من الانتقال الى بغداد من المناطق المحاذية لها وعلى مجلس الوزراء متابعة الحالات وان تضع وزارة الزراعة خطة عمل جديدة وان توفر مستلزمات العملية الزراعية للمناطق المحاذية لبغداد كي لا يتحول المواطن للسكن في العاصمة ويترك الزراعة التي تعد النفط الدائم وان يكون هنالك تنسيق مع وزارة التجارة لاستلام المنتج الزراعي من الفلاحين ودعمهم كي يشعر المزارع بان الدولة مهتمة به وانه جزء من البناء والتطوير والانتاج وان ذلك يمثل دافعا قويا لتصريف المنتج المحلي بدلا من الاستيراد بالعملة الصعبة .ان بغداد وهي تمثل العاصمة والمركز الثقافي والحضاري والسياسي للبلد لابد ان تبقى محافظة على اركانها ووجهها الحضاري كما هي وكما مذكورة في الكتب والمصادر وفي احاديث الرحالة الذين جابوا العالم وشعروا بان لبغداد دورها ومكانتها حيث انها كانت مدرسة في الابداع الثقافي والتراث والبناء والزخرفة في كل العهود التي مرت بها.