تركيا تشعل أزمة جديدة مع ألمانيا.. منعت طائرة للجيش باتجاه أرمينيا
لا تتوانى تركيا عن اختلاق الأزمات تارة مع دول الجوار العربي، وتارة أخرى مع الدول الأوروبية، ضاربة بقواعد التفاهم الدولي، وأساسيات العلاقات بين دول القارة الواحدة أو الجوار الواحد عرض الحائط.
وفي أواخر يوليو/تموز الماضي، منعت السلطات التركية مهمة للجيش الألماني بعد أن رفض مراقبو الحركة الجوية الأتراك فجأة وبدون تفسير، مرور طائرة نقل عسكرية ألمانية في الأجواء التركية، وفق ما ذكرته مجلة دير شبيجل الألمانية ذائعة الصيت، الجمعة.
ونقلت المجلة عن مصادر رفيعة لم تسمها أن طائرة النقل الألمانية من طراز (إيرباص إيه 310)، خرجت بالفعل من مطار في كولونيا غربي البلاد، ثم حاولت الحصول على إذن للمرور في الأجواء التركية دون جدوى.
وتابعت: “اضطرت الطائرة للعودة إلى المطار الألماني مجددا بعد رفض السلطات التركية مرورها، ولم تقم برحلتها إلى يريفان في أرمينيا”.
وكانت الطائرة مخصصة لنقل جنود أرمينيين يخضعون لبرنامج تدريب على يد الجيش الألماني في ألمانيا، في إطار التعاون العسكري بين البلدين، خاصة وأن جنودا من البلدين يخدمون معا في أفغانستان، وفق دير شبيجل.
فيما افترضت مصادر في الجيش الألماني تحدثت لـ”دير شبيجل” أن “تركيا رفضت مرور الطائرة بسبب وجهتها؛ أرمينيا”.
وأوضحت: “لا توجد علاقات دبلوماسية بين تركيا وأرمينيا، كما أن أنقرة تنكر الإبادة الجماعية لما يصل إلى مليون ونصف أرمني على يد جيش الدولة العثمانية السابقة في عام 1915”.
كما أن أنقرة انتقدت ألمانيا بشدة بعد تمرير البرلمان الألماني قرارا يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن على يد الأتراك خلال الحرب العالمية الثانية.
ووفق المصادر ذاتها، تمسكت أنقرة برفض مرور الطائرة خلال الأيام التالية على عودة الطائرة لألمانيا، واضطرت السلطات الألمانية لاختيار طريق أطول بكثير عبر الطيران فوق روسيا، لنقل الجنود من أرمينيا في منتصف أغسطس/آب الجاري.
وعلقت دير شبيجل قائلة: “يعتبر رفض تحليق الطائرات العسكرية للدول الأجنبية إجراء متبع في الدول الاستبدادية مثل تركيا”.
وأضافت: “لكن الموافقة على تحليق الطائرات يعد أمرا روتينيا بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولم يحدث من قبل ما فعلته أنقرة مع طائرة مملوكة لدولة شريكة في الحلف”.
وتابعت: “لذلك ينظر الجيش الألماني لتصرف أنقرة على أنه استفزاز متعمد يعمق الشرخ في العلاقات بين البلدين ويثير أزمة قوية بينهما”.
وخلال السنوات الماضية، تعمد رجب طيب أردوغان إثارة الأزمات مع ألمانيا وغيرها من الدول، حتى بات يملك علاقات مشحونة مع الأغلبية العظمى من دول الجوار.
كما يستهدف نظام أردوغان الألمان على نطاق واسع، حيث يعتقل بسجونه 59 ألمانيا، ما يثير أزمات سياسية قوية بين البلدين بين وقت وآخر.
وبالإضافة إلى ذلك، يحاكم في تركيا مواطنون ألمان، مثل الصحفيين ميسال تولو ودينيس يوجيل، غيابيا، بتهم الترويج للإرهاب.
الاولى نيوز – متابعة