تركيا تتوغل في دهوك وتتحدث عن اتفاقية لوزان وتحذيرات من استيلائها على الموصل |
اسبوعان مرا على بدء تركيا عملياتها في شمالي العراق، بحجة القضاء على حزب العمال الكردستاني المحظور من قبلها، الا ان المؤشرات الاخيرة تدل على فرض قواتها السيطرة على جبل وقرى في محافظة دهوك وتثبيت قواعدها.وتوغلت القوات التركية في 21 قرية محاذية لقضاء زاخو في دهوك، فيما سيطرت على جبل باختير اعلى قمة جبلية في دهوك ونصبت مخيمات عليه، اعقبه عملية انزال المزيد من القوات على الجبل”القوات التركية تقصف القرى المحاذية لزاخو وهي مستمرة في التقدم دون رادع”، مبينة ان”هذه القوات خيمت ويبدو ان انسحابها من القرى لن يكون قريبا”.واطلقت تركيا خلال الاسبوع الماضي عمليتين “مخلب_النسر” و”مخلب_النمر”، وقالت انهما تستهدفان عناصر العمال الكردستاني شمالي العراق، فيما استدعت الخارجية العراقية السفير التركي لدى بغداد فاتح يلدز مرتين وسلمته مذكرتي احتجاج على العمليتين.وخلال الفترة الماضية كثر الحديث عن انتهاء فترة اتفاقية لوزان ومحاولة تركيا الى ضم مدينتي الموصل وكركوك اليها بموجب وثائق تاريخية وان تركيا الجديدة بقيادة رجب طيب اردوغان تريد استعادة ارث الدولة العثمانية.واعتبر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، إن “التوغل العسكري التركي في منطقة زاخو هو تطور جيوسياسي خطير للغاية”. وأضاف زيباري في تغريدة على تويتر، أن “شدة الهجوم مقلقة”، موضحاً أن “دعوات القادة الأتراك لإحياء المزاعم التاريخية للموصل هي أكثر إثارة للقلق”.تثير العمليات العسكرية التركية الأخيرة في الأراضي العراقية، تساؤلات عدة حول دور أنقرة المستقبلي في العراق، واحتمالية ألا تقتصر تلك العمليات على استهداف معاقل “حزب العمال الكردستاني”، بل تتعدى ذلك لتدخل ضمن مساعيها في توسيع نفوذها العسكري وإنشاء قواعد إضافية في البلاد.وحاولت تركيا فيما مضى خلق واقع جيوبوليتيكي داخل حدود العراق، مما شكل إرباكًا للمنطقة الحدودية المشتركة بين البلدين، خصوصًا أن الحكومات التركية المتعاقبة عملت على تسخير قضية الحدود بين البلدين، وتحديدًا مسألة التعاطي مع قضية الموصل، وجعلتها مدخلًا للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية.ويقول النائب عن نينوى قصي ان”التواجد التركي من خلال المعسكرات المنتشرة وتوغلات قواته المتكررة والتي تستخدم تواجد حزب العمال كذريعة للتدخل تتزامن مع تصريحات لساسة ترك حول خريطة تركية جديدة وعودة لمعاهدة لوزان تثير المخاوف والشكوك”.واضاف، ان”هذه التدخلات هدفها ليس حزب العمال الكردي بل اطماع توسعية باتجاه العراق”.وطالب اردوغان في عام 2016، بتعديل اتفاقية لوزان الموقعة في عشرينيات القرن الماضي، وانسحبت بموجبها القوات التركية من المناطق التي كانت تحكمها الدولة العثمانية وبينها الموصل وكركوك، وقال في خطاب وقتها: “مدينتا الموصل وكركوك كانتا تابعتين لتركيا,, يجب فهم أن كركوك كانت لنا، وأن الموصل كانت لنا”.ووقتها اعدت وكالة الاناضول الرسمية التركية تقريرا، ذكرت فيه، ان”الأرشيف الرسمي في تركيا يحتفظ بأكثر من 77 ألف و63 وثيقة تسجيل أملاك أصلية (طابو) تعود لفترة الحكم العثماني في مدينتي الموصل وكركوك العراقيتين”.وحسب التقرير، تعود هذه الوثائق (الطابو) لفترة الحكم العثماني الذي كان سائداً في المدينتين الواقعتين شمال العراق، وتمتد ما بين عامي 1847-1917 ويتم الاحتفاظ فيها حاليا بدائرة الأرشيف التابعة لمديرية (الطابو) في وزارة البيئة والتخطيط العمراني في العاصمة التركية أنقرة.