تركوهم يواجهون رصاص القوات القمعية بلا تعاطف ودون تضامن !!
بقلم مهدي قاسم
من المؤكد أن الإنسان الشبعان والمرتاح في العراق ، لا يخرج إلى الشارع ويتظاهر ليواجه قنابل المسيلة للدموع و الواخزة للعيون أو يستقبل الذخيرة الحية والقاتلة بصدور عارية ، ليسقط صريعا ، دفاعا ، عن حقوقه و كرامته الإنسانية..مثلما فعل ابناء الوسط والجنوب الفقراء المنتفضين سابقا .. وكما يفعل اليوم أبناء الشمال من الإقليم و حاليا بهمة واصرار وعزيمة يستحقون عليها رفع قبعة تقديرا و احتراما ..ولكن المثير والعجيب حقا هو أن يُترك أبناء الإقليم لوحدهم يتظاهرون ويحتجون في وسط عواصف وأمطار من قنابل و رصاصات قاتلة وغادرة دون ان تخرج إلى باقي شوارع المناطق والمحافظات العراقية الأخرى تظاهرات تضامن و دعم وتعاطف ، حتى يشعر متظاهرو السليمانية بأنهم ليسوا وحيدين في الساحة ، يطالبون بأبسط حقوق و خدمات مثل توفير رواتب و عمل وخبز ، وإن هناك من يتعاطف معهم و يسندهم و يشد من أزرهم ، و إنهم بسبب تلك المطالب المشروعة يصبحون عرضة لحملات ملاحقة و قمع و قتل منظمة .. إذ أن عدم التضامن معهم سيجعلهم يشعرون بخيبة و حسرة و اسى و خذلان ..، مثلما شعر بذلك أبناء الوسط و الجنوب قبلا ، عندما تُركوا لوحدهم ـــ سنة كاملة ـــ يتظاهرون وينتفضون من أجل تحقيق نفس المطالب المشروعة ، و بسبب ذلك تحتم عليهم أن يقدموا أكثر من 700 قتيلا وآلاف من مصابين ومعاقين ، حيث إن عدم مساندتهم في باقي مناطق ومحافظات العراق ، غربا وشمالا ، قد شجعت الخصوم والأعداء و بالتالي مكنّت سلطة الفساد والعمالة وعصابات اللصوص والإجرام ” المقدس ” من الاستفراد بهم ، ومحاولة تصفيتهم بكل قسوة ووحشية .. لذا فكان يجب ــ والآن أيضا ـــ أن يخرج أبناء الانتفاضة في بغداد وغيرها من محافظات أخرى بتظاهرة تضامن جماهيرية مع أبناء الإقليم المنتفضين الأبطال من أجل الخبز والعمل والخدمات وتصفية مظاهر الفساد ..وذلك لتشابه النوايا والأهداف والمطالب المشروعة ذاتها و كذلك محاسبة حيتان الفساد والمحاصصة الفرهودية للمال العام !.