ترامب يدفع الامور نحو الاسوء
الكاتب : اندرو بانكومب
يُقال إنّ الأزمة يمكنها أن تصنع لقائد ما سُمعته، لكنها قد تدمّرها بالمقدار ذاته.
يتذكر الناس ونستون تشرتشل بتحديه أثناء الحرب العالمية الثانية، أو فرانكلين ديلانو روزفلت بردّه الإنساني على الكساد الكبير. ومع ذلك، هناك إخفاقات عدّة. فقد سمح رد فعل جورج دبليو بوش المتعثر على إعصار كاترينا عندما ضرب نيو أورليانز، لكارثة طبيعية أن تتفاقم إلى حد أنها تحوّلت مأساة لم يتوقعها أحد.
ولقد دخل دونالد ترمب، الرئيس الخامس والأربعون، الآن إلى المكتب البيضاوي ليجرّب حظه.
بعدما قلّل في البداية من التهديد الذي يمثله فيروس “كوفيد-19″، متجاهلاً خبراءه ومعبّراً عن “تخميناته” حول معدل الوفيات المحتمل لفيروس “كورونا”، ظهر ترمب أخيراً على شاشة التلفزيون أثناء وقت الذروة في البث، وقد بدا صارماً وكذلك “مذعوراً”، بحسب تعبير مذيع تلفزيوني.
“سنعلّق جميع الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة لـ30 يوماً. ستدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ يوم الجمعة في منتصف الليل. وستُعدَّل هذه القيود بحسب الظروف على أرض الواقع”، وفق كلمات ترمب.
ولفت إلى أنه ستكون هناك استثناءات للأميركيين “الذين خضعوا لفحوصات مناسبة، ولن تنطبق هذه القيود على أعمال التجارة والشحن وحدها، بل على أنواع أخرى مختلفة من الأمور، عندما نحصل على الموافقة… يتمثّل ما نناقشه في كل ما يأتي من أوروبا إلى الولايات المتحدة. كما لن تنطبق هذه القيود على المملكة المتحدة”.
وفي وقت لاحق، أوضح المسؤولون أن الرئيس تَحَدّث عن السفر إلى الولايات المتحدة، ولن يُمنع المواطنون والمقيمون بصورة قانونية [في أميركا] من دخول البلاد. ومن الواضح، أن الإجراءات لن تمنع الأميركيين من السفر إلى أوروبا.
كانت هناك أيضاً تقارير تفيد بأنّ ترمب لم يقصد الإشارة إلى الشحن.
يجب ألاّ يقلل ذلك من حجم ما فعله ترمب. فبدلاً من أن يُطمئن الأميركيين والأسواق المالية، عَمِل على فرض قيود على السفر لم نشهد مثيلاً لها منذ 11 سبتمبر(أيلول).
سيكون تأثير ذلك واضحاً على الفور، لكن من المرجح أن يُحدِث خللاً كبيراً في التجارة وصناعة السفر. ومن المرجح أن يجري قياس إجراءات ترمب، ومن ثم سُمعته، بمقياسين. [أولها] هل ستوقف [الإجراءات] انتشار فيروس كورونا؟ [ثانيها] هل ستساعد في تهدئة الناس وطمأنتهم بدلاً من تخويفهم أكثر ممّا هم عليه من خوف فعلياً؟
إذا اتّضح أنه [ترمب] دفع الأمور نحو الأسوأ بدلاً من الأفضل، عبر التلاعب في التفاصيل، فقد يكون الجواب هو الأخير.
وفي كل الأحوال، من المؤكد أننا سنعرف ذلك عاجلاً وليس آجلاً.