تدفق اللبنانيين إلى وطنهم يثير الخوف من تسونامي كورونا
تراجعت نسبة الإصابات بكورونا في لبنان إلى أدنى مستوياتها، وهذا هو ربما الخبر السار الوحيد في البلد الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، لكن هذه الانفراجة قد لا تدوم طويلا.
ومع حلول فصل الصيف، يتوقع تدفق مئات آلاف اللبنانيين المقيمين في الخارج إلى وطنهم، بعدما تعذر على كثيرين منهم زيارة وطنهم الام في الصيف الماضي في ظل قيود واجراءات الاغلاق القاسية التي فرضت على السفر والتنقل في لبنان ومختلف دول العالم من جراء تفشي فيروس كورونا.
تظهر احصاءات وزارة الصحة اللبنانية تراجعا كبيرا في معدلات الاصابة والوفيات بسبب كوفيد-19، وتمثل هذه الارقام مؤشر نجاح، بعدما كان لبنان يسجل في أسابيع ما بعد أعياد رأس السنة الاخيرة، ارقاما تخطت أحيانا الـ6 آلاف إصابة يوميا، ووفيات لامست المئة حالة.
من الواضح في شوارع العاصمة بيروت، مستوى الاقبال الكبير والاكتظاظ في المقاهي والمطاعم، خاصة في ساعات المساء، وهي ظواهر تتزايد منذ ان قررت حكومة تصريف الأعمال في فبراير تخفيف إجراءات الاغلاق العام على مراحل، برغم تحذير وزير الصحة، حمد حسن، وقتها من أن “العودة التدريجية من الاقفال، تحتم علينا الالتزام بالسلوك الوقائي الفردي والأسري والمجتمعي.
إلا أن عدم الإلتزام دفع بالأطباء والقادة السياسيين إلى التحذير من أن الاكتظاظ والاستمرار في التفلت من الاجراءات الوقائية، سيؤدي إلى كارثة، خاصة في ظل الانهيار الحاصل في القطاع الصحي في لبنان، الذي لا يمكنه أن يتحمل موجات جديدة من الفيروس.
وقد حذر مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض، في مقابلة مع تلفزيون محلي من أن “السلالة الهندية من فيروس كورونا لن تتأخر في الوصول إلى لبنان، طالما الوضع غير مضبوط في المطار.. وفيروس كورونا لم ينته، وطالما هو يتحوّر فهذا يعني أننا لسنا بأمان”.
وهناك مخاوف من قيام بعض المسافرين المصابين بالفيروس بالاستحصال على فحوصات كوفيد-19 مزورة يستخدمونها للدخول إلى لبنان بدون متابعة دقيقة من جانب السلطات الصحية والبلدية لقيود الحجر ما بين فترة فحوصات المطار وبين إعلان النتائج.
وفي السياق نفسه، طلب رئيس الجمهورية، ميشال عون، من وزير الصحة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الازدحام الشديد الذي يشهده مطار رفيق الحريري الدولي، وذلك لإجراء فحوصات الـPCR ، من خلال زيادة أعداد الفرق الصحية التي يتولى أفرادها إجراء الفحوصات، والاستعانة بفرق إضافية لتفادي إنتظار الواصلين.