تخفيض وإنخفاض العملة الوطنية
تخفيض وإنخفاض العملة الوطنية – طالب سعدون
تناول الاقتصاديون والماليون والمتخصصون بالتفصيل موضوع العملة الوطنية وقوتها وضعفها وعلاقتها بالظروف والأزمات التي تمر بها أي بلاد في الدنيا ، ووضعها السياسي والاقتصادي والعسكري وخططها للبناء والتطور، أو تجاوز الازمات التي تعصف بها ..وفي موضوع صرف العملة بالذات أوضحوا أن هناك فرقا بين تخفيض العملة الوطنية وإنخفاضها أمام العملات الاجنبية كالدولار واليورو مثلا .. لخصه أحدهم على الشكل التالي :الاول .. التخفيضيخضع لارادة الدولة وقرارها هي بالذات ..أي أن الدولة هي من يقررتخفيضها أو رفعها بما يناسب وضع إقتصادها وبرامجها وخططها التنموية والاقتصادية..والثاني .. الانخفاضويتعلق بالعرض والطلب على العملة الاجنبية ، ودون أي تدخل للدولة مباشر لها في هذا الموضوع .. مثال ذلك .. ان الدولة قد تقدم في ظروف معينة الى اتخاذ إجراءات إقتصادية كثيرة ، من بينها تخفيض سعر عملتها الوطنية ، وذلك عندما يختل ميزان تجارتها مثلا أو يشهد تراجعا أو عجزا ليس لصالحها بل لصالح الدول التي تتعامل معها ، فتضطر الى تخفيض سعر عملتها أمام الدولار مثلا ، إذا كان هو السائد في التعاملات المالية ، فيؤدي ذلك الى ارتفاع أسعار السلع المستوردة ، وبالتأكيد تكون هذه السلع أعلى من قدرة شرائح كبيرة على شرائها ، فيضطر المواطن الى شراء بضاعته الوطنية لرخصها مقابل المستورد الغالي ، عندئذ تزدهر السلع والمنتوجات الوطنية ، ويكون الاقبال عليها عاليا ، ليس من ابناء البلد فقط وانما من المقيمين فيها ، والدول الاخرى لقلة سعرها مقارنة بدول أخرى فتنتعش الصناعة والتجارة والاقتصاد والخدمات الناقلة لها وتشغيل الايدي العاملة ، وبذلك يساهم هذا الاجراء في تخفيض نسبة البطالة ويكون التخفيض في محصلته النهائية قد حقق هدفه الذي شرع من اجله ..فهل تنطبق هذه المعادلة الاقتصادية التوضيحية ورأي الاقتصادي على العراق بعد تخفيض سعر الدينار أمام الدولار ؟ ..وهل العراق ينتج حاليا من البضائع ما يسد حاجته المحلية ويفيض عنها للتصدير وينافس الدول الاخرى أم يعتمد على المستورد منها لسد حاجته ، بما في ذلك الاساسية منها كالغذاء والدواء والاجهزة المختلفة والخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء التي تستنزف موارد الدولة والمواطن معا ؟؟..وهل للكهرباء بوضعها الحالي ان تشغل المصانع لكي توفر السلع الوطنية للمواطن ولا يذهب للمستورد وترفع عنه بالتالي ثقل الدولار اذا ما ارتفع سعره ..؟كيف للكهرباء أن تقوم بذلك وهي لم تستطع الى الأن ان تسد حاجة المنازل وهي بسيطة ؟وهل يخدم تخفيض الدينار الشرائح الفقيرة والعاطلة عن العمل أم يزيد من معاناتها ؟وهل يساهم هذا الاجراء بتوازن السوق وإزدهاره أم يخلق حالة من الغلاء ويشجع نزعة الجشع والطمع عند البعض وإستغلاله لاغراض خاصة ؟– الاجابة على هذه التساؤلات توضج بجلاء ما اذا كان إجراء تخفيض العملة الوطنية يحقق الهدف ام لا .