تحذيرات جديدة.. داعش ومحاولات مستميتة لتصدر الواجهة
“داعش لم ينته بعد”، تحذير قوي مدعوم بعديد من الدلائل المؤكدة على مدى ما يشكله نشاط متصاعد لعناصر التنظيم من خطورة شمال شرقي سوريا، أدلى به أخيراً قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، مظلوم عبدي.
تصريحات عبدي، التي شملت التأكيد بشكل واضح على أن التنظيم يسعى إلى إعادة بناء وإحياء نفسه من جديد في المنطقة ويكثف هجماته فيها، جاءت بمثابة دق ناقوس الخطر بشأن استغلال التنظيم ثغرات مختلفة لإعادة تصدر الواجهة من جديد.
وهي التحذيرات المُتجددة التي جاءت متزامنة في الوقت نفسه مع تحذيرات مماثلة، يوم الأربعاء الماضي، أطلقها الرئيس العراقي برهم صالح، عندما قال إن التنظيم يسعى لاستغلال المناطق الصحراوية القريبة من الموصل والأنبار وكركوك؛ من أجل العودة إلى الواجهة من جديد.
الخلايا النائمةبموازة ذلك، يرى محللون أن “تنظيم داعش لم يسقط حتى نتحدث عن عودته”، وهو ما يلفت إليه للباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، الذي يقول في تصريحات خاصة” اطلعت عليه الاولى نيوز “، إن “التنظيم ربما سقط مكانياً أو جغرافياً وخسر جزءاً من الأرض، لكنه مازال موجوداً بخلاياه المنفردة، ومازال موجوداً من خلال تنفيذ عمليات نوعية، وهذا ما لاحظناه في العراق على سبيل المثال وفي سوريا أيضاً، وقد تكون القيادات قد غابت بشكل كبير وتم استهدافها وسقطت هذه المملكة المزعومة مكانياً جغرافياً، لكن التنظيم كتنظيم مازال موجوداً ويشكل خطورة”.
ويلفت أديب في السياق ذاته إلى أن “دلالات وجود التنظيم تبدو أكثر وضوحاً في قدرته على تنفيذ هذه العمليات، مدعوماً بسيطرته على عديد من الثروات الخاصة بالمناطق التي سبق وسيطر عليها، وحجم الأموال التي لا زالت بحوزته، ما يعطيه قوة مادية ربما تدعمه للعودة مرة أخرى”.
وفي الوقت الذي يستبعد فيه الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إمكانية عودة التنظيم للسيطرة على الرقة والموصل، يرى أنه “من الممكن أن يعود في شكل وجود قوي لا يقل عن الوجود القوي الذي كان موجوداً عليه في العام 2014 عندما أقام كيانه في 29 يونيو في 2014..التنظيم يتحرك في مساحة الممكن، وهو أن يكون موجوداً ومسيطراً وأن ينطلق من هذه السيطرة إلى سيطرة على أماكن أخرى، وهذه السيطرة قد لا تكون مكانية، ولكن قد تكون عسكرية استراتيجية تؤهله لإقامة هذه الدولة في إفريقيا على سبيل المثال أو السيطرة على أراض أخرى في الشرق الأوسط بخلاف الرقة والموصل”