تجاوزات أم سرقة في عز النهار؟
نوزاد حسن
قبل اسابيع انطلقت حملة لازالة التجاوزات على الاملاك العامة في عموم البلد. ورافق هذه الحملة في بدايتها حادث مأساوي هو مقتل مدير بلدية كربلاء المهندس عبير الجنابي. كان الحادث صادما للجميع. ليس هذا فحسب، وانما كشف لنا اي حادث القتل نوعية التحدي الذي ستواجهه الحكومة، لا سيما ان هناك جهات متنفذة على الحكومة ان تطردها من اي عقار او قطعة ارض استولت عليها. أنا اتساءل كم هي العقارات والاراضي التي سيطر عليها من سيطر؟ وكم هو الوقت الذي تحتاجه عملية ازالة هذه التجاوزات التي قد تعرض حياة بعض منفذي القانون للقتل او التهديد؟ والأهم من هذين السؤالين السؤال الذي افكر فيه: هل سيخضع الجميع للشرط نفسه من دون تمييز بين شخص متجاوز وآخر، ام سيكون هناك استثناء للقاعدة، وهذا ما لا يتمناه احد. اظن ان العملية ليست سهلة بل هي في غاية التعقيد. كما ان اهميتها تكمن في ابراز وجه بغداد الذي اختفى بسبب تجاوزات شوهت روح هذه المدينة وتلاعبت بها. فلم يبق هناك شبر من الارض الا وشغله احد المتجاوزين الشهوانيين لمصلحته الشخصية، بدءا من الرصيف الملاصق لباب الدار، اذ يقوم صاحب المنزل بتسييجه وضمه الى مساحة البيت، وانتهاء بالارصفة في الاسواق والمناطق العامة، حيث يفضل صاحب المحل تكديس بضاعته على الرصيف المقابل حارما المواطن من السير بحرية في مكان مخصص له. انا احد المنزعجين من هذه التجاوزات التي يراها البعض بسيطة، قياسا الى ما يحدث من استغلال لاملاك عامة. لكني ارى ان هذا السلوك يعني أن هناك من يفكر بعقلية السرقة في عز النهار. ومن الطبيعي في كل الاحوال ان يخفي السارق ما يسرقه، لكن ان يسرق عقارا كبيرا عائدا للدولة او ارضا مساحتها عدة دوانم فهذا امر خطير، وقد يتطلب وقفة جادة وسن قوانين لردع المتجاوزين حتى لا يتجرأ احد على تكرار عمليات التجاوز هذه. يبدو ان بغياب الدولة، وتدخلها الصارم في تطبيق القانون تتطور عملية السرقة، لتصبح نوعا من الاهداف التي يحلم بها الفاسدون. وعلى الحكومة ان تقوم بدورها في تهديم هذه الخرافة: خرافة العقار المسروق في عزّ النهار.