تجارب لاوجود لها متاحة للآخرين!!
منى سالم الجبوري
وباء کورونا الذي إجتاح العالم وتسبب بالکثير من الاثار النتائج السلبية على الصعيدين الروحي والمادي، کان هناك تفاوت واضح بين البلدان في تصديها للوباء وإتباعها الطرق المناسبة التي تکفل أقل الخسائر ولاسيما في الارواح، وقد کانت هناك أخطاء وقصور في العديد من البلدان لأسباب متباينة أهمها عامل المفاجأة وعدم إتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة،
ولکن الملفت للنظر حتى في البلدان التي تصررت کثيرا نظير إيطاليا واسبانيا مثلا فإنهما تدارکا الامر مع إعتراف مسٶوليهما بإرتکاب الخطأ وطلب المعذرة لکن الحالة في إيران في ظل النظام الديني الحاکم کما رأينا تغيرت عن معظم حالات الدول الاخرى کما هو شأنها دائما.
أزمة کورونا في إيران هناك ثمة ملاحظات مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار قبل تناول الحالة الايرانية؛ وهذه الملاحظات هي:
اولا: إن النظام الايراني ومن دون کافة بلدان العالم قد قام بالتستر والتکتم على دخول الفايروس مع علمه بذلك بموجب وثائق ومستمسکات رسمية أعلنتها منظمة مجاهدي خلق.
ثانيا: مع علمه بتفشي وباء کورونا قام بإحتفالاته السنوية وبالانتخابات التشريعية ضاربا بعرض الحائط العوارض السلبية المترتبة على ذلك.
ثالثا: مع علم النظام بأن مدينة قم المقدسة والتي يزرورها الناس من مختلف بلدان العالم، کانت مرکز وبٶرة الوباء، إلا إنه لم يبادر الى عزلها بل والانکى من ذلك إنه قال فيما بعد بتعذر عزلها!!
رابعا: قام النظام الايراني بتسييس الوباء والادعاء بأن اسباب تفشيها بهذه الصورة تعود للعقوبات الدولية وطالب برفعها من أجل مواجهة الوباء والوقاية منه!
خامسا: لکي يغطي النظام تستره ومايترتب عن ذلك من مسٶولية قانونية واخلاقية فإنه أعلن تأريخا مزيفا لتفشي الوباء.
سادسا: قام النظام الايراني بتستر ملفت للنظر لأعداد الوفيات والاصابات الى الحد الذي دفع منظمة الصحة العالمية تتهکم على هذا النظام وتعلن بأن الارقام الحقيقية لإصابات کورونا وأعداد الوفيات هي خمسة أضعاف تلك التي أعلنها ويعلنها النظام.
سابعا: خلافا لکل دول العالم کان هناك تخبط وتناقض في التصريحات الرسمية بشأن الوباء والتي دلت على إن هناك الکثير من الحقائق التي يخفيها النظام بهذا الصدد.
بعد هذه الملاحظات التي کما نرى إن معظمها تشکل إدانة واضحة لکيفية اسلوب تعامل وتعاطي النظام مع الوباء فإن المثير للسخرية هو إعلان علي رضا أعرافي، مدير الحوزات الدينية الإيرانية، في رسائل منفصلة إلى 50 من الزعماء الدينيين حول العالم، بما في ذلك البابا فرنسيس، استعداده “لنقل الخبرات” في مجال مكافحة فيروس كورونا!
علما بأن الاوساط الدولية ليست تدين طريقة تعامل النظام الايراني مع الوباء بل وحتى تسخر من مزاعمه المثيرة للإستهزاء نظير إعلان قائد الحرس الثوري عن إختراع جهاز يکشف الاصابة بالوباء هذا إذا وضعنا جانبا إن بعض رجال الدين يجولون برفقة ميليشيات الباسيج في المستشفيات لزيارة مرضى كورونا دون مراعاة القواعد الصحية، مع إصرارهم على إعطاء المرضى زيوتا وأتربة ومواد “للشفاء” وقد زعم بعض الدعاة أنهم يعالجون كورونا باستخدام زيت البنفسج وزيت العسل ودواء يسمى “الإمام الكاظم”، ما أثار موجة من الاستياء والسخرية عبر مواقع التواصل. وإذا ماکان أعرافي يقصد هذه النماذج المثيرة للسخرية فإنه يعلم بأنها تفيد للضحك والتهکم
والاستهزاء فقط ، وبخلاف ذلك فليس هناك من تجارب ميدانية أو مختبرية وعلاجية حتى يمکن الاستفادة وتکون متاحة للآخرين