بين الإمام علي و الزبير و قنبر و انا و أنا و أنتم و أنتم يا لصوصا سفهاء !
الكاتب مهدي قاسم
حسب شواهد و إشارات تاريخية ــ وربما قد يكون فيها شيئا من تهويل ومبالغة ــ يُقال كان الإمام علي بن أبي طالب من أكثر حكام عصره نزاهة على صعيد التعامل مع المال العام ، و ذلك لحرصه الشديد عليه بمنتهى نزاهة و استقامة ، حيث اعتبر المال العام أمانة في رقبته ، ولم يأخذ منه أكثر مما له حقا وشرعا ولا أهدره أو بذره على رفاهيته وملذاته ، بطبيعة الحال ولا منحه أو وهبه للأقربين محاباة و لا للأبعدين و الآخرين مساومة بهدف دعم سلطته التي كانت مهددة بالمخاطر من كل حدب و صوب ، ربما فعل ذلك انطلاقا من اعتقاده أن هذا المال الذي هو موكل عليه بشرف المسؤولية و التصرف به مثلما يريد ، هو مال الشعب أو الأمة ، و لكونه كان صاحب ضمير و أخلاق عالية وسامية و صاحب شعور بالمسؤولية الأخلاقية كحاكم ومسؤول فحرص كل الحرص على صون وحماية المال العام وأن لا يعطى أو يوزع هذا المال ، الأمانة ، إلا بالحق لمن يستحقه شرعا و عدلا ..
و بسبب هذه النزاهة و الأمانة ، قيل حتى أن أخاه عقيل انشق عليه والتحق بركب معاوية صاحب السلطة الفاسدة وشاري الذمم والضمائر لتقوية سلطته ونفوذه السياسي ، كما أنه اختلف لهذا السبب مع الزبير بن العوام أيضا الذي كان يطالب بحصته من المال العام كامتياز جهاد ديني ( يعني مثل جماعتنا الرفحاويين حاليا !! ) حيث رفض الإمام علي إعطائه شيئا من المال العام بدون وجه حق فدار بينهما الحوار التالي حيث قال له الإمام علي :
ــ ( “إن جهادكم لوجه الله ، ’ و الله هو الذي يعوضكم أما الأموال للناس وسأوزعها بالتساوي ولو كان المال مالي لوزعته بالتساوي فكيف والمال مال الناس” )
فرد الزبير على علي قائلا
:-” اتساويني بعبدي و انا من انا ؟!!” .
فقال علي ع…” انا اخذ مثل قنبر وانا من انا ” ـــ منقول ) ..
و الآن وصلنا إلى بيت القصيد يا أصحاب العصيد الدسم العتيد و عشاق الدولار الوطيد من الأحزاب الإسلامية و” شيعة ” السلطة الفاسدة في العراق ، لنسألهم أنه :
ــ إذا كنتم من” شيعة ” علي فعلا ـــ مثلما تدعون و تزعمون ــ فلماذا تصرفتم وتتصرفون بالمال العام كأنه أموال أجدادكم ، وعلى عكس تماما من موقف الإمام علي من هذه الناحية ، أي من حيث السرقة واللصوصية و التبذير و الهدر المفرطين بزعم الجهاد ؟ ..
أليس من صدق مبادئ و أخلاق الالتزام الكامل بتعاليم و مبادئ من نزعم نحن تابعين له وسائرين على دربه وحاملين ميزان حقه و مشاعل عدله ؟..
أم أنا غلطان يا لصوصا سفهاء ؟!..
بل، و بأي حق تسيئون لقيمه ومبادئه ، بصفتكم لصوصا و مجرمين سياسيين ؟، زاعمين بأنكم تمثلون قيمه ومبادئه ومجمل تراثه في الوقت الذي أنتم تمارسون فساد معاوية بحق المال العام و جرائم يزيد بحق المعارضين والمتظاهرين من أجل الخبز والعمل و الخدمات و الإصلاح ؟…
فلماذا لا تمارسون لصوصيتكم و ظلمكم بحق الناس من حيث تسببون معاناة وعذابات فظيعة لملايين العراقيين بعيدا عن تعاليم وقيم الإمام علي ؟..
تصرفوا و قولوا نحن ونحن قادة أحزاب الإسلام السياسي، نحب المال العام ، ونسرقه ، لأننا في السلطة و خلاص ، نحن ونحن أحزاب الفساد ومليشيات البلطجة والانفلات ؟ ..
متون لابد منها :
*صرح رئيس الحكومة السيد مصطفى الكاظمي أن صديقا له قال :
ــ أن كل فرد من مجموع 15 من أفراد عائلته يقبضون مليون ونصف مليون دينار ، كل واحد على حدة ، كراتب تقاعدي ” رفحاوي ” وجهادي فضلاوي ولكن الأدهى من ذلك ، أن صديقه هذا يملك محطة بنزين تدره عليه ملايين دولارات سنويا !!..
فهذا الكلام ليس من عندياتنا ولا نقلا عن الفيسبوك أو عن مواقع مشكوكة بمصداقيتها ، إنما أنه كلام يؤكده رئيس الحكومة العراقية بكامل مسؤولية و أمام الملأ والعلن وممثلي الإعلام و الصحافة . .
حسنا ……………………….
فهل يوجد ظلم أكبر من هذا الظلم بحق الذين يجوعون و كذلك بحق ممن ينبشون بين الزبالة و القمامة بحثا عن لقمة خبز يابسة ؟ وذلك من شدة فقرهم وعوزهم و حرمانهم وهم من أبناء جلدتكم التمساحية وفقراء الجنوب ؟ يا ” شيعة ” السلطة الفاسدة ؟ ..
بينما لو افترضنا أن راتبا تقاعديا واحدا يبقى للعائلة الرفحاوية المذكور ــ أعلاه ــ والباقي 14 راتبا تقاعديا يُقدم للعائلات الفقيرة جدا ، و على شكل خمسائة دينار لكل عائلة ، لأمكن إنقاذ أكثر من 43 عائلة من مخالب جوع و فقر وعوز مذل ..
صورة عن فقراء العراق يعتاشون على القمامة و الزبالة في بلاد ما بين الرافدين و فوق أنهار النفط !!! .