بيت خبرة .. مجلس حكماء..!!
مازن صاحب
تقدمت ادارة المعرفة في الكثير من الدول ولعلي اذكر مصطلح ( الياقات البيضاء ) الذي أطلقه الفن توفلر في كتابه ( التحول) وهكذا بدات فلسفة الادارة والتنمية البشرية تتجدد بمفردات عمل تطبيقية غيرت الكثير من ثوابت الاقتصاد الكلي بمدخلات انتاج المعرفة بدلا من الانتاج الكمي … وعلى ذات المنوال تحولت منظمات النفع العام التي اعيد تسميتها بمنظمات المجتمع المدني .. ناهيك عن الاتحادات والنقابات الى تطبيقات تتناسب مع المتغيرات في انتاج اقتصاد المعرفة ..بدلا من الانتاج الكمي.. مما تطلب إيجاد الوسائل والاساليب التي تتماهى مع الحالة الاقتصادية العامة للبلاد .في عراق اليوم… ما زالت نظام الاقتصاد الريعي مسيطرا ويرتكز على تطبيقات المحاصصة وثقافة المكونات ..لذلك لم تتطور قاعدة انتاج البدائل الكفيلة بالخروج من مأزق الاقتصاد الريعي والانطلاق نحو فضاءات الانتفاح ومشاركة النظام السياسي في تطبيقات الشفافية ونفاذ القانون من خلال المسؤولية الاجتماعية .مثل هذا التشخيص جعل من المهم توظيف انتباهة مراكز التفكير العراقية والفعاليات المدنية لتحويل مجموعة كبيرة من المعرفة في الاقوال الى اعادة انتاجها في برامج وتطبيقات فعلية .وهناك مسعى حميد لترتيب بيت خبرة يجمع عددا من هذه المراكز يمكن ان يكون بداية موفقة لنموذج عراقي من (THINK TANK ) يحقق تبادل المنفعة بين ادارة المعرفة النخبوية من خارج العملية السياسية والجهاز الحكومي بما يحقق الرقابة الشعبية على وفق معايير الحكم الرشيد ..ويبقى السؤال ان الكثير من التحديات تواجه تحقيق مثل هذا البرنامج الريادي .. لكن العمل ضمن نطاق الدستور والقوانين النافذة .. والتحشيد والمناصرة يمكن ان ينقل الاقوال ال ميدان الافعال ..فهل من مستجيب !!