بنوك طعام
فاتح عبدالسلام
هناك هدر كبير في الطعام في المطاعم العراقية، غالبا ما تذهب بقايا الطعام الى سلال القمامة، وقلما تهتم بعض المطاعم بتجميع البقايا المتروكة على موائد الزبائن لتتحول اطعمة للطيور وبعض الحيوانات أو التحول الى أسمدة عضوية.
لكن ذلك كله لا يخضع لتنظيم واسع من جمعيات او جهات تعنى بالإفادة من بقايا الطعام في المطاعم بشكل عام في العاصمة والمدن. وهناك جانب اخر، يمكن أن تقوم به جهات رسمية في تأسيس بنوك الطعام من الأغذية السليمة التي تتبرع بها جهات مختلفة كفنادق ومطاعم وجمعيات ومزارعين واشخاص، من أجل تحويلها الى من يحتاجها من ذوي الدخل المحدود من أصحاب العوائل كبيرة العدد بحسب المناطق والمتاح من المواد الغذائية المتبرع بها، لاسيما ذات العمر القصير التي يمكن ان توزع بسرعة خشية التلف. كما انّ الارزاق الجافة يمكن أن تفيد بنوك الطعام
.حتى في الدول المتقدمة توجد بنوك طعام بحسب بطاقات خاصة توزع للعاطلين عن العمل أو الذين وفقدوا وظائفهم لأسباب مختلفة أو وفق تقديرات الحاجة التي تحددها البلديات.ربما توجد تجارب محلية في العراق مبادرات من جمعيات خيرية، سبق أن وجدنا أنشطة لها في مناسبات دينية، كما في شهر رمضان المبارك والعيدين، لاسيما في نطاقات احياء سكانية، من دون ان تكون شاملة لمدن كاملة.
ولمناسبة عيد الأضحى المبارك، نجد هناك جمعيات تستقبل الأموال من الناس الذين يرومون نحر الاضاحي للمناسبة المقدسة، ويقومون بتوزيع منظم للحوم الأضاحي، على جداول تضم أسماء المستحقين من العوائل.
هناك حاجة لإنشاء مصانع تعليب محلية تفيد من التقنيات الحديثة لكي يتم استخدام الفواكه والخضراوات التي تزيد عن الحاجة في بعض المواسم، ومن ثم نقلها وتوزيعها الى مدن وبلدات أخرى في سياق تكافل ودعم اجتماعي. وبشكل عام، لا تزال عمليات تصنيع الأغذية المعلبة محدودة للغاية، ويمكن الإفادة من إمكانات متاحة لتحقيق أفضل النتائج. وهذا كله بحاجة الى دعم تنسيقي حكومي وتسهيلات استثمارية فضلا عن خطط إنتاجية في المدن لتلبية تلك الحاجات.