تحركت قوات عراقية مشتركة لتأمين مواقع عسكرية وأخرى نفطية تخضع لسيطرة قوات البيشمركة الكردية في محافظة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان.
وما أن دخلت القوات العراقية المحافظة وبدأت بالتقدم نحو أهدافها في إطار عملية “فرض الأمن في كركوك”، حتى وقعت اشتباكات بينها وقوات البيشمركة، بعضها بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا.
ونص الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي “بفرض الأمن في كركوك بالتعاون مع أبناء المدينة وقوات البيشمركة”.
وقالت خلية الإعلام الحربي صباح الاثنين إن القوات العراقية فرضت سيطرتها على عدد من المناطق في كركوك، وإنها تواصل التقدم في المحافظة.
ولم تشر القوات العراقية إلى اندلاع معارك، لكن مجلس أمن إقليم كردستان أفاد بوقوع مواجهات بين الطرفين.
وقال المجلس في بيان أصدره الاثنين إن قوات عراقية وأخرى تابعة للحشد الشعبي هاجمت قوات البيشمركة من محورين (تقاطع تازة-كركوك وجسر مريم بيك)، مشيرا إلى “تدمير” خمس عربات عسكرية على الأقل تابعة للحشد الشعبي.
وأعلن المجلس إرسال تعزيزات عسكرية من البيشمركة إلى المحور الجنوبي الغربي لكركوك.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن مسؤولين في الإقليم القول إن البيشمركة قتلت عددا “من عناصر الحشد الشعبي في كركوك”.
ويقول الأكراد إن قوات الحشد الشعبي دخلت إلى المحافظة مع القوات العراقية، رغم أن تصريحات المسؤولين العراقيين والقادة العسكريين لم تشر إلى وجود قوات الحشد ضمن القوة التي تقدمت في كركوك، وأن وحدات الحشد ظلت خارج حدود المحافظة.
وأعلن مصدر عسكري للوكالة الوطنية العراقية للأنباء أن القوات العراقية ستعيد انتشارها في المناطق التي كانت تتواجد فيها قبل دخول داعش إلى أطراف كركوك منتصف عام 2014.
وأعلنت القوات العراقية والكردية وقوع قصف متبادل بينهما في جنوب مدينة كركوك وذلك بعد التقدم الميداني الذي أحرزته القوات العراقية في محافظة كركوك المتنازع عليها، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين.
وقال ضباط في قوات البيشمركة الكردية طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن معارك دارت ليل الأحد الاثنين تخللها قصف مدفعي متبادل بين القوات العراقية والكردية في جنوب مدينة كركوك.
وتحدثت مصادر عسكرية عراقية من جهتها، عن “قصف متبادل بصواريخ كاتيوشا” في جنوب المدينة.
وقبيل ذلك كان التلفزيون الرسمي العراقي قد أفاد بأن القوات العراقية استعادت “بدون مواجهات، مساحات واسعة” من محافظة كركوك كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة.
وقالت الحكومة العراقية إن قواتها تعتزم “حماية القواعد والمنشآت الاتحادية في محافظة كركوك”.
وقد تلقت القوات العراقية أوامر باستعادة قاعدة عسكرية وحقول نفطية في كركوك كانت القوات الكردية قد سيطرت عليها قبل ثلاث سنوات بعيد سقوط مناطق عراقية بأيدي تنظيم داعش.
ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي “أوامره للقوات المسلحة لفرض الأمن في كركوك بالتعاون مع أبناء مدينة كركوك وقوات البيشمركة”، بحسب ما أكد التلفزيون الرسمي العراقي. وكان العبادي ردد في الأيام الأخيرة بأنه
لا يريد “شن حرب” ضد الأكراد.
وأوضح العبادي أن قوات الحشد الشعبي التي تضم مليشيات شيعية تدعمها إيران ستبقى بعيدة عن مدينة كركوك.
وقال جنرال في وحدات مكافحة الإرهاب إن “جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة للجيش العراقي والشرطة الاتحادية تبسط سيطرتها على مناطق واسعة من كركوك من دون مواجهات”.
قال التلفزيون الرسمي العراقي الاثنين إن رئيس الوزراء حيدر العبادي طلب من القوات العراقية فرض الأمن في كركوك، مؤكدا أن قوات الحشد الشعبي ستبقى خارج المدينة.
وقالت مصادر محلية في كركوك إن قطعات مكافحة الاٍرهاب بدأت بالتحرك نحو “مشروع ري كركوك”.
فيما أفاد التلفزيون الرسمي بسيطرة جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة بالجيش العراقي والشرطة الاتحادية على مناطق واسعة من كركوك من دون مواجهات.
وأضاف أن قوات تابعة للحشد الشعبي تحت قيادة العمليات المشتركة تساند القوات المسلحة خارج كركوك.
أعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق ليل الأحد الاثنين، أن القوات العراقية بدأت تحركا “للاستيلاء على قاعدة عسكرية وحقول نفطية” من محافظة كركوك المتنازع عليها.
وقال المجلس على تويتر إن “القوات العراقية والحشد الشعبي تتقدم من تازة خورماتو جنوب كركوك نحو حقول النفط وقاعدة K1 للاستيلاء عليها”.
وقاعدة “K1” تابعة للفرقة 12 في الجيش العراقي. وقد استولى عليها عناصر البيشمركة في حزيران/يونيو 2014 بعيد سقوط الموصل بأيدي تنظيم داعش.
وكانت الحكومة العراقية قد صعّدت الأحد لهجتها متهمة الأكراد بالسعي “لإعلان الحرب” مع وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي في كركوك الذي تعتبره أنقرة وواشنطن منظمة “إرهابية”.
وأعلن المجلس الوزاري للأمن برئاسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان أن وجود “مقاتلين” هو “تصعيد خطير” و”إعلان حرب” وحذر من “عناصر مسلحة خارج المنظومة الأمنية النظامية في كركوك (…) وإقحام قوات غير نظامية بعضها ينتمي إلى حزب العمال الكردستاني التركي”.
واعتبر ذلك “تصعيدا خطيرا لا يمكن السكوت عنه وأنه يمثل إعلان حرب على باقي العراقيين والقوات الاتحادية النظامية”.
إلا أن مسؤولين أكرادا نفوا وجود حزب العمال الكردستاني في كركوك، في حين أشار أحدهم إلى وجود “متعاطفين” مع هذا الفصيل.
وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور لوكالة الصحافة الفرنسية: “لا توجد قوات لحزب العمال الكردستاني لكن هناك بعض المتطوعين الذين يتعاطفون معه”.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن قادة الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق الأحد رفض الشرط الذي تضعه حكومة بغداد للتفاوض مع أربيل لمعالجة الأزمة والمتمثل بإلغاء الاستفتاء حول استقلال الإقليم.