بعد تقارير تراجع حالته الصحية.. من يخلف كيم بكوريا الشمالية
أثار غياب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، عن الاحتفال بعيد ميلاد جده، الأسبوع الماضي، عاصفة من التكهنات بشأن تردي حالته الصحية عقب خضوعه لجراحة سرية في القلب هذا الشهر.
وتشير صحيفة صن البريطانية إلى أنه في حال ثبتت صحة التكهنات بشأن صحة الزعيم البالغ من العمر 36 عاما، فسيكون مصير هذه الدولة النووية معلقا؛ لأن كيم لم يعلن خليفة له.
ويخشى البعض من أن تتسبب الاضطرابات التي قد تنجم عن وفاته في حرب أهلية بين الوحدات المتنافسة داخل الجيش.
ومع غياب مرشح واضح لتولي القيادة، يمكن أن يحدث صراع على السلطة خلف الكواليس أشبه بصراع العروش، بين ثلاثة مرشحين:
1 – كيم يو جونج:
تعتبر كيم يو جونج شقيقة الزعيم البالغة من العمر 31 عامًا، هي المرشحة الأوفر حظا، وتعد أهم شخصية في النظام الكوري الشمالي بعد شقيقها.
واختارها زعيم كوريا الشمالية قبل أسبوعين كعضو مناوب في المكتب السياسي للحزب الحاكم، وهي الهيئة الرئيسية لاتخاذ القرار، ما يجعلها العضو الوحيد في عائلة كيم القريب من السلطة الحقيقية.
وتعد كيم يو جونج المساعدة الشخصية لشقيقها، وأقرب مستشاريه، ولفتت انتباه وسائل الإعلام العالمية مع بداية ظهورها في المشهد السياسي في كوريا الشمالية؛ حيث دأبت على الظهور إلى جوار شقيقها في زياراته الرسمية، والمناسبات الوطنية.
وكانت أول فرد من العائلة الحاكمة تطأ قدمه سيؤول، بعدما زارت كوريا الجنوبية ضمن الوفد رفيع المستوى المُشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018، كما رافقت كيم جونج أون في قممه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والصيني شي جين بينغ.
2 – كيم جونج تشول:
المرشح الأقل حظا هو كيم جونج تشول، الأخ الأكبر لزعيم كوريا الشمالية، حيث اختار البقاء في الظل، وتجاهله والده من خلافته لأنه لا يمتلك الحنكة السياسية أو القوة الكافية للوقوف في وجه أعدائه.
ويبلغ كيم جونج تشول من العمر 38 عامًا وهو الثالث من بين أطفال كيم جونج إيل الخمسة ولكنه لم يُنظر إليه على الإطلاق كخليفة محتمل بسبب “شخصيته الهادئة”، كما يظهر اهتماما بالفنون والموسيقى بشكل أكبر من اهتمامه بالسياسة.
وقال عنه تاي يونج هو، القنصل السابق في سفارة كوريا الشمالية بلندن، والذي انشق إلى كوريا الجنوبية، إن الأخ الأكبر لكيم لا يملك أي لقب رسمي، وهو مجرد عازف جيتار موهوب للغاية، ولا يُعرف عنه سوى أنه درس في سويسرا، وهو من محبي كرة السلة الأمريكية مثل شقيقه كيم.
3 – تشو ريونج هاي:
تشو ريونج هاي يعتبر من أقوى رجال النظام، حيث عينه كيم جونج أون رئيسا فخريا لكوريا الشمالية ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى، خلفا لكيم يونج نام الذي يشغل هذا المنصب منذ العام 1998، ويعد الرجل الثاني في سلسلة القيادة خلف كيم.
لم يظهر إلى العلن حتى وفاة جونج إيل، ولكنه كان بعد ذلك أحد الأصول الرئيسية في تأمين قيادة كيم جونغ أون.
وقاد تشو في الثمانينيات وفود الشباب الكوري الشمالي في دول عدة، كروسيا وليبيا والصين، قبل أن تتم ترقيته عام 2017 إلى عضو في اللجنة العسكرية المركزية النافذة.
وتشير وسائل إعلام كورية جنوبية إلى أن أحد أبنائه متزوج من شقيقة كيم.
ويشار إلى أنه أحد القادة الكوريين الشماليين الثلاثة الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة أواخر عام 2018 عقوبات لدورهم في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وتجاوزات أخرى بهدف قمع السكان والسيطرة عليهم”.
ويحذر ديفيد ماكسويل من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات البحثية الأمريكية، من إمكانية تنافس وحدات الجيش الشعبي الكوري الشمالي على الموارد والبقاء، وهو ما سيؤدي بدوره إلى صراع داخلي بين الوحدات وقد يتصاعد إلى حرب أهلية واسعة النطاق.
ويرى اللفتنانت جنرال تشون إن-بوم المتقاعد من كوريا الجنوبية، والقائد السابق لقوات العمليات الخاصة في بلاده، أنه بدون وريث معين، ستكون هناك “فوضى ومعاناة إنسانية وعدم استقرار”.
فيما يعتقد دوغ باندو مساعد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، توقع مقال نشرته صحيفة ناشونال إنترست تحت عنوان “ماذا لو مات كيم جونج أون؟” أن المعركة للفوز بكرسي الزعيم ستكون شرسة ويصعب التنبؤ بنتائجها، لكن تلك لا تزال مجرد تكهنات والكل سيظل بانتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
متابعة / الأولى نيوز