بعد الضياء الأخير ليوم الاقتراع
بعد الضياء الأخير ليوم الاقتراعد _ فاتح عبدالسلام
هل فهم العراقيون انَّ الجولة الرابعة مما اصطلح عليه الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي هي الختامية التي رفعت الأقلام بعدها وجفّت الصحف؟ هل عرف العراقيون حقيقة ما جرى ما تفاهمات، توجت بإعلان رضا سياسي من مختلف الأطراف في العراق بعد صدور بيان الاتفاق في خلال الزيارة المشهودة الى واشنطن؟ هل ينبغي أصلاً، بحسب قناعة اركان العملية السياسية، ان يعرف العراقيون ما جرى في هذا المحور الخارجي او سواه؟ وهل نقل البرلمانيون الى الشعب الذي يمثلونه حصيلة نتائج الاتفاقات ومضامينها وأوضحوا للناس اهميتها العملية وانعكاساتها على معيشتهم، ومستقبل أطفالهم، والصحة، والتعليم؟ لم يحدث في خلال كل السنوات المكللة بالظلام والتدليس ان قام برلماني عراقي واحد بالعودة الى الجمهور المفترض انه انتخبه في دائرة انتخابية معينة وتداول مع الناس شروحات لقرارات او اتفاقيات او اتجاهات تخص الاحداث الجارية بالبلاد. النواب تنتهي مهمتهم في العلاقة مع الناس مع الضياء الأخير ليوم الاقتراع في حال فوزهم، طبعا هو فوز افتراضي ايضاً، لأنه فضلاً عن عدم شرعية الانتخابات السابقة جميعها من دون استثناء لكثرة التزوير، فإنَّ الخيبة الأكبر تكمن في نسبة المشاركة المنخفضة، وفي بعض الدوائر والبلدات الصغيرة النائية كانت معدومة تقريباً، والتي لا تمنح أي اقتراع، حتى لو كان نزيهاً الشرعية المطلوبة والمقنعة. هذه هي فرشة المسار الذي يقود بمقدرات البلاد، فانتظروا عاجلاً غير آجل ، الى أين سيكون المآل.