بعد إنكارهم وجود الفيروس.. كورونا يقتل ثلاثة من أفراد أسرة واحدة في يومين
مرت ثلاثة أيام على وفاة خالين وخالة لصديق شفيق البالغ من العمر 53 سنة، في كركوك، والذين توفوا ثلاثتهم في يومين، نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا.
يزور كل يوم قبور أحبته بدلاً عن إقامة مجلس عزاء، ، ليسلي عن روحه وليقرأ سورة الفاتحة ترحماً عليهم.
ويقول صديق شفيق الذي فقد ثلاثة من أفراد أسرته خلال يومين: “نصيحتي للناس هي أن ينتبهوا لأنفسهم، بعد إصابته بالفيروس بقيت أربعة أو خمسة أيام في المستشفى”.
هذا قبر بصيرة أحمد، التي كانت في الثامنة والخمسين، ودفن عمر أحمد البالغ 56 عاما، وأخوه بكر الذي كان في السابعة والخمسين بالقرب من بعضهما البعض، وقد قتلهم جميعاً هذا الوباء.
ويضيف صديق شفيق: “قبل أن يحل بنا هذا كنا نقول إن هذا الفيروس كذب”.
أخذ الفيروس ثلاثة من أحبتهم، بينما لم يكونوا من قبل يصدقون أنه موجود فعلاً.
وتابع: “خلال هذا الأسبوع خسرنا ثلاثة بسبب هذا الفيروس، وحتى إن كانوا يعانون من أمراض مزمنة فإن الفيروس هو الذي تسبب في وفاتهم. أنا أوصي النا بأن ينتبهوا لأنفسهم ويحافظوا على صحتهم، ولا يقولوا إن هذا الفيروس كذبة، فأنا أيضاً كنت أقول هذا، كنت من قبل أقول إن هذا الفيروس كذبة لا أساس لها، ولم أكن مقتنعاً حتى أصبحت واحداً خسر خالين وخالة له”.
لحين إعداد هذا التقرير، تم تسجيل 749 إصابة بكورونا في كركوك، وتوفي 27 منهم، لكن الأعداد تزداد باستمرار إلى جانب تشديد الإجراءات.
مع ارتفاع أعداد الإصابات في كركوك تبرز مشكلة استقبالهم في المستشفيات، وقد جرى الآن تخصيص قسم من المستشفيات العامة للمصابين بكورونا.
في المرحلة القادمة إن ارتفع عدد المصابين أكثر، فإن صحة كركوك وخلية الأزمة تخططان إلى أرسال المصابين الذين لا يعانون أعراضاً شديدة إلى بيوتهم.
ارتفاع عدد الإصابات المسجلة في كركوك يعود من جهة إلى زيادة عدد الفحوصات في مختبر كركوك الذي بدأ العمل منذ أيام، ومن جهة أخرى إلى إدراك دائرة صحة كركوك أن الفيروس منتشر الآن في كل مكان من المدينة.
وأوضح مدير الصحة العامة في دائرة صحة كركوك، صباح نامق: “تم إلى الآن تسجيل 27 حالة وفاة، 80% منها لأشخاص تتجاوز أعمارهم 60 سنة، لكن هناك أيضاً شباباً فقد كان هناك ثلاثة أو أربعة شباب في الثلاثينيات من العمر، توفوا بسبب إصابتهم بالفيروس، وبدون أن يكونوا مصابين بأمراض أخرى”.
أعلن منتسبو مستشفى كركوك العام إضراباً، ويأتي إضرابهم بعد تخصيص المستشفى لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، ويطالبون إما بإلغاء القرار أو توفير مستلزمات الوقاية لهم.
وإلى جانب هذا المستشفى تم تخصيص المركز الصحي في المنطقة الصناعية والمركز الصحي في شقق دوميز ومستشفى كي وان وقسم من مستشفى آزادي، لاستقبال المصابين بفيروس كورونا.
الاولى نيوز-متابعة