بطل على الرصيف
هادي جلو مرعي
جالسا على رصيف الشارع، تلهب دموعه وجنتيه متحسرا على حاله، متألما من فرط الإحساس بالظلم، والتهميش، وعدم الإهتمام واللامبالاة، وحين إتصل بي صديق ليتحدث لي عنه، ويشرح معاناته طلبت منه بعض المعلومات لعلي أبلغ الأسباب في إنصافه، وقررت فعل كل مايمكن في ذلك السبيل، فهذه الحالات تثير الحزن، وتقتضي فعلا مختلفا، وسلوكا يغير في طريقة التعامل مع الأبطال الذين يقدمون لبلدانهم منجزات كبيرة تستحق التقدير، والإحتفال بالبطل. شاب عراقي يبيع الكافتريا الخاصة به في بغداد، ويشتري سمعة العراق، ويعود ببطولة العرب، لكنه وحيدا يبكي على الرصيف، فأين الساسة الذين يصدعون رؤوسنا كل يوم بأحاديث عن بناء الدولة ورعاية الشباب والمواهب، ويتكلمون عن مستقبل مختلف، وطريقة جديدة في الإدارة؟ البطل العراقي مصطفى كامل عبد الواحد بطل في لعبة القتال mma شارك ببطولة العرب في مصر، وهي لعبة مسؤول عنها إتحاد الكيوكشن كاي، وأحرز فيها المركز الأول بعد فوزه على بطل مصر. مصطفى باع الكافتريا التي يملكها في منطقة (الكمالية شرق بغداد) ليغطي تكاليف المشارك، وقد عاد بالبطولة ليلقى إهمالا لانظير له، ولم يتم تكريمه من أحد في الدولة العراقية.. على الأقل ليستعيد كافترياه الخاصة التي كان ينفق منها لعلاج والده المريض! بطلة رياضية من الفلبين حققت منجزا كبيرا في أولمبياد طوكيو، وعادت بميدالية ذهبية في إحدى الرياضات، حين عادت الى العاصمة مانيلا أستقبلت إستقبال الأبطال، ومنحت مبلغا ماليا كبيرا، في حين أهدتها شركة كبرى مبلغا من المال لشراء منزل خاص بها. في بعض البلدان العربية يعامل الرياضيون كما يعامل الخونة، أو مرتكبي الجرائم، أو الذين يهددون النظام العام للدولة، ويسيئون للشعب، ويسببون الإزعاج للمواطنين الذين يريدون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وربما تسبب البطل لهم بمشاكل من نوع ما خاصة وإنهم تعودوا الإخفاق، وضياع الآمال، وذهابها الى العدم. لماذا لايتم توفير فرص أفضل للمبدعين في الرياضة والفن الذين يجدون أنهم مهملون ومغيبون، ولماذا صار الفوز ولو بميدالية برونزية في محفل عالمي منجزا لامثيل له؟ واأسفاه.