بدأت مواسم الحرائق السنوية في العراق !..
بقلم مهدي قاسم
منذ أسابيع تجري عمليات إحداث حرائق متعمدة في أسواق تجارية وفي بعض الدوائر الحكومية في مناطق عديدة من العاصمة بغداد ، وأحيانا يحدث اندلاع حريقين في يوم واحد ! ، حريق وراء آخر لتليه عملية حرق أخرى و أخرى ضمن خطة مسبقة و لأهداف معينة لا تخلو من منافسات تجارية وخلفيات سياسية أو فئوية أو ميليشياوية أو عصابات متنافسة على تقسيم ” الخوات ” فيما بينها ، أو إخفاء أثار جريمة مالية أو عملية فساد كبيرة على وشك انكشاف ..طبعا ، وكالعادة يبقى الفاعل مجهولا ، حاله في ذلك حال قتلة المتظاهرين الذين بقوا مجهولين حتى الآن ، وبالرغم من قتلهم أكثر من سبعمائة متظاهرا حتى الآن ..هذا في الوقت الذي تتمكن السلطات المعنية والأجهزة الجنائية تحديدا في حالات حدوث جرائم أخرى غير سياسية أو فئوية ، أي في حالة حدوث ” جريمة عادية ” ــ كجريمة قتل مثلا ــ فتتمكن هذه الأجهزة في كشفها في غضون ساعات أو أيام قليلة !..وهو الأمر الذي يعني أن إمكانية وقدرة كشف جريمة إحداث حرائق متعمدة في محلات و مراكز تجارية ، وكذلك في بعض مرافق الدولة موجودة وبمهنية عالية عند السلطات والأجهزة المعنية ، ولكن النية ذاتها غير متوفرة ، ربما بحكم ورود أوامر ” فوقية ” بعدم كشف الواقفين وراء إحداث هذه الحرائق ..ولكن الأغرب من كل ذلك ( وإن كان لم يعد يوجد أي شيء غريب أو شاذ يحدث في العراق ) ، هو لامبالاة الحكومة أو الدولة إزاء سلسلة هذه الحرائق المتواصلة و الملفتة للنظر فعلا بكثرة حدوثها بشكل شبه يومي ، أو التعامل البارد معها ، وكأن حدوثها بات أمرا عاديا مألوفا ولا يستوجب الاهتمام و التحقيق وكشف المصدر المنفذ لهذه الحرائق ..غير أن المثير في هذا الأمرأكثر فأكثر ، هو أن سلسلة حرائق من هذا القبيل تكاد أن تحدث في كل سنة ، لتستمر على نحو شبه يومي ، لفترة معينة وبشكل مكثف ومتواصل ، ثم تنتهي فجأة طيلة السنة الباقية ، ليعيدوا الكرة مع بداية كل سنة جديدة مع بقاء الفاعل مجهولا وكأنه لابس طاقية علاء الدين السحرية و الخفية و المخفية !! ..فيا لهذا العراق من بلد عجائب وغرائب ! ..