بايدن يتجه لاعتماد الحوار في السياسة الخارجية
أفاد خبراء أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتخذ تدابير ذات توجه أمني لضمان الوحدة على الصعيد المحلي، والمحافظة على علاقة قائمة على الحوار في السياسة الخارجية.
وخلال أول يوم له في منصبه، اتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوات فعلية، وقام بالتوقيع على 17 أمرا تنفيذيا بعضها يلغي قرارات وسياسات اتخذها سلفه دونالد ترامب.
ومن بين هذه الأوامر: إعادة الانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ، والانضمام مجددا إلى منظمة الصحة العالمية “WHO”، وفرض ارتداء الكمامات في المباني الفيدرالية، ووقف بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، ورفع الحظر على القادمين من دول ذات أغلبية مسلمة.
وتعليقا على ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة “بيلجي” في اسطنبول، إيلتر توران، لوكالة الأناضول، إن: “بايدن سيضع سياسات لإنهاء الاستقطاب الذي أصبح أكثر حدة في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة”.
وأكد توران على تمسك بايدن بالديمقراطية داخل الحدود وخارجها، مشيرا إليه بأنه: “اتخذ نهجا ينتقد الدول التي عطلت الممارسات الديمقراطية”.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أوضح توران أن خطابات بايدن المتعلقة بإعادة إحياء العلاقات الدولية المتضررة بسبب سياسات ترامب جاءت في المقدمة.
وأضاف توران أنه من خلال خطاب بايدن الافتتاحي، لم يتوقع تغييرا كبيرا فيما يتعلق بسياساته مع روسيا والصين.
وقال إن: “العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تنافسية، ولكن بايدن سيحولها إلى منافسة تقليدية أكثر”.
وأشار توران إلى أن أسلوب السياسة الخارجية لبايدن سيكون مختلفا تماما، وأن الرئيس الأمريكي سيتولى الصراع مع الصين وروسيا بالمشاركة مع الحلفاء.
مضيفا أن بايدن سيحاول إعادة تقييم اتفاقيات السيطرة على الأسلحة النووية.
وتابع: “سيخوض بايدن كفاحا منهجيا وغير هجومي لحماية القيم الأمريكية”.
وفي هذا السياق، قال الأستاذ في جامعة “قادر هاس”، مراد أيدين، إنه: “من اللافت للنظر تأكيد بايدن على إمكانية حل المشاكل في العالم من خلال الحوار بدلا من القوة العسكرية.”.
وأوضح أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي في سوريا ستظل مشكلة في العلاقات التركية الأمريكية.
وقال: “لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستتراجع عن علاقتها مع تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”، وستحاول أيضا جلب تركيا إلى إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو) فيما يخص نظام صواريخ “إس -400”.
ومن جهة أخرى، يرى الأستاذ في جامعة مالتيبي، حسن أونال، أنه من غير المرجح أن تحاول الولايات المتحدة، مع ما تعانيه من استقطاب داخلي، ترتيب العالم الذي تطور إلى تعددية الأقطاب.
وأشار إلى الصراعات الناتجة عن العنصرية وكراهية الأجانب، والنظام الاقتصادي الأمريكي الذي أصبح واضحا في المناطق المتقدمة في العالم، وخاصة في القارة الأوروبية.
وأضاف: “لهذا السبب، قد تنفجر من العدم أحداث غير متوقعة في الولايات المتحدة والغرب، اللذان فقدا تصورهما عن السيادة في النظام العالمي”.
وشدد أونال على أن فترة ولاية صعبة لمدة 4 سنوات تنتظر العالم، وخاصة بالنسبة لتركيا، مشيرا إلى خطاب أنتوني بلينكن، مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية، حول تركيا، ووصفه بأنه :”لا يبدو مقبولا على الإطلاق”.
الأولى نيوز-متابعة