بالوثائق.. سفارة تركيا بأمريكا قاعدة تجسس على خصوم أردوغان
كشفت وثائق نشرها موقع “نورديك مونيتور” السويدي عن أن السفارة التركية في العاصمة واشنطن والقنصليات في نيويورك وهيوستن، تورطت في عمليات تجسس على منتقدي حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
الوثائق التي يعود تاريخها لـ5 فبراير/شباط من العام الجاري وحصل عليها الموقع السويدي، تفيد بأن المسؤولين الأتراك استغلوا المنشآت الدبلوماسية في جمع معلومات عن المواطنين والمقيمين بالولايات المتحدة “في انتهاك واضح لاتفاقية فيينا التي تنظم عمل الدبلوماسيين وموظفي القنصليات”.
واستنادا للوثائق التي حملت عنوان “سري”، أرسلت البعثات التركية تقارير استخباراتية لمقر وزارة الخارجية في أنقرة، لتحديد المرتبطين بجماعة “غولن” التي يتزعمها رجل الدين فتح الله غولن المقيم بالولايات المتحدة، وكذلك من ينتقد حكومة أردوغان في عدد من القضايا.
وبدورها أحالت وزارة الخارجية تلك التقارير الواردة من بعثاتها الدبلوماسية إلى العديد من الأجهزة الحكومية بتركيا كالشرطة ومكتب الادعاء العام في أنقرة.
وعُثر على الوثائق السرية المكتوبة باللغة التركية، في أحد الأنظمة التي تشرف عليها وحدة شرطية تعمل تحت مظلة مديرية مكافحة التهريب والجريمة المنظمة التابعة للشرطة الوطنية التركية في العاصمة.
ومن بين الأسماء المستهدفة بالولايات المتحدة، وفق الوثائق، بربروس كوجاكورت، الذي أُدرج بالتقرير كمقيم في ولاية نيوجيرسي، ومدير سابق لكلية يامنلار، وهي واحدة من أفضل المدارس في تركيا قبل أن تغلقها حكومة أردوغان عام 2016.
وفي هذا الصدد، ذكر موقع “نورديك مونيتور” أن حكومة أردوغان كانت قد أغلقت 934 مدرسة خاصة، و15 جامعة خاصة، و16 اتحادًا، و104 مؤسسات، و1125 رابطة.
كما صادرت جميع أصول تلك المؤسسات استنادًا لتهم مزيفة تفيد بأن القائمين عليها رجال أعمال موالين لجماعة جولن.
بنك الأسماء تضمن أيضا، أحمد جان، المقيم في بروكلين، وهو مدرج كأحد مؤسسي مؤسسة “داملا كولتور سنات دارندي” الفنية الثقافية الموجودة في إسطنبول، والتي أغلقتها الحكومة أيضًا عام 2016.
وهناك أيضًا عزيز أوزديمير، العضو بجمعية رجال أعمال فلوريا في إسطنبول، والتي أُغلقت عام 2016.
وبعد ورود اسمه في تقرير البعثات الخارجية، ألغت القنصلية التركية في هيوستن جواز سفره.
ولفت “نورديك مونيتور” إلى أن التقارير التي أرسلتها السفارة التركية والقنصليات استخدمت لرفع دعاوى جنائية في تركيا ضد المواطنين والمقيمين في الولايات المتحدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن قيام البعثات الدبلوماسية التركية بمهام التجسس؛ إذ تكرر الأمر في دول أوروبية ما أثار حفيظة تلك الدول.
ووصل الأمر إلى إصدار سويسرا مذكرة اعتقال بحق اثنين من مسؤولي سفارة أنقرة، لمحاولتهما خطف رجل أعمال سويسري من أصل تركي، كان ينتقد نظام أردوغان القمعي.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو/تموز 2016، فتح أردوغان أبواب الجحيم أمام معارضيه، علاوة على ترسانة من قوانين مكافحة الإرهاب سنها على مقاس مناهضيه وخصومه.
متابعة / الأولى نيوز