بالصور.. أكبر حشد فلسطيني بدعم دولي ضد الضم
احتشد آلاف الفلسطينيين في مدينة أريحا بالضفة الغربية، الإثنين، للتعبير عن رفضهم لمخطط إسرائيل ضم أراض فلسطينية بالضفة.
وانضم دبلوماسيون عرب وأجانب من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول غربية وعربية أخرى للتعبير عن مساندتهم للموقف الفلسطيني الرافض لهذا المخطط الإسرائيلي.
وهذا هو أكبر تجمع جماهيري ضد الضم تحشد له منظمة التحرير الفلسطينية قبل أسبوع على الموعد الذي حدده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشروع بعملية الضم في الأول من يوليو/تموز المقبل.
وتوافد آلاف الفلسطينيين في حافلات من مناطق مختلفة بالضفة الغربية للمشاركة في المهرجان الجماهيري.
وأوقفت قوات الاحتلال الإسرائيلي حافلات وهي في طريقها إلى مدينة أريحا ومنعتها من الوصول إلى مكان المهرجان.
وشارك في المهرجان رئيس الوزرءا الفلسطيني محمد إشتية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ووزراء وأعضاء في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وشخصيات مستقلة.
السفير الأردني: يقوض فرص السلام
حذر محمد أبو وندي، السفير الأردني في فلسطين، من أن تنفيذ إسرائيل خطط الضم “سيقوض كل فرص السلام الشامل وسيكون لها انعكاسات على العلاقات الأردنية –الإسرائيلية وكل مسعى لتحقيق السلام الشامل”.
وشدد على أن الأردن سيتخذ كل الخطوات اللازمة لحماية مصالحه وتحقيق السلام الشامل”.
وقال أبو وندي: “اذا أقدمت إسرائيل على الضم فإنها تكون قد اختارت الصراع بدلا من السلام وتتحمل هي تبعات هذا القرار”.
وأكد السفير الأردني على أن الضم خطير جدا وخطر غير مسبوق لأن الضم سيقتل حل الدولتين.
وقال: “نرفض رفضا قاطعا أي قرار إسرائيلي بضم أراض فلسطينية محتلة، لأن ذلك يشكّل خرقا للقانون الدولي وتهديدا لأمن المنطقة وازدهارها ومستقبل أجيالها، ولا يمكن أن يمر مثل هذا القرار دون رد”.
ممثل الأمم المتحدة: يقضي على حلم السلام
حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من إن “خطة الضم الإسرائيلية، ضد القانون الدولي وستقضي على حلم السلام وإقامة الدولة الفلسطينية”.
ودعا المبعوث الأممي المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك وبذل كل ما هو متاح لإنقاذ عملية السلام عبر مفاوضات تؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية.
ملادينوف دعا في بداية كلمته المشاركين للوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد “إياد الحلاق”، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة اغتالته الشرطة الإسرائيلية بمدينة القدس الشرقية دون مبرر، وقال: “إياد الحلاق يذكرنا بأهمية تحقيق السلام”.
السفير الياباني: ستحطم حل الدولتين
السفير الياباني في فلسطين ماسايوكي ماغوشي بدوره قال “اليابان قلق جدا بشأن خطة الضم الإسرائيلية أحادية الجانب، إن تطبيق خطة الضم من قبل إسرائيل سيعمل على تحطيم إمكانية بناء الثقة بين الطرفين وحل الدولتين وهذا من شأنه أن يخاطر بالمنطقة بأكملها”.
وأضاف: “هذه الخطوات أحادية الجانب لها أثار سلبية على الجد الدولي الرامي لتحقيق حل الدولتين وكلي أمل أن لا تضع إسرائيل حائطا أمام عملية السلام”
وأشار إلى أن استئناف الحوار بين الطرفين هو أولوية، وقال: “نعمل كل ما هو مستطاع لدعم فلسطين والشعب الفلسطيني”.
الاتحاد الأوروبي: سيكون هناك رد مناسب
ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف، بدوره أكد أن “موقف الاتحاد واضح جدًا من المخططات الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة”
وقال إن “الاتحاد الأوروبي لا يعترف بأي سيادة إسرائيلية على الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية”.
وأضاف: “أي ضم من شأنه أن يشكّل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وأن يقوّض آفاق حل الدولتين، وهو مرفوض من قبلنا، إن أي عملية ضم وخطوات أحادية الجانب ستخلق تبعات لا يمكن إصلاحها، وتقويض مباشر لحل الدولتين القائم على المفاوضات”.
وأشار إلى أن الاتحاد يراقب عن كثب تبعات هذه المخططات، ويؤكد أنه في حال تنفيذ أي ضم فسيكون هناك رد من الاتحاد يتناسب مع هذه التبعات، ويرى أن ذلك ستكون له نتائج على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
السفير الروسي: الضم يقوض السلام
أما السفير الروسي غوتشا بواتشيدزه، فقد حذر من أن “الضم سيقوض عملية السلام، وتنفيذه سيحول دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وقال: “اجتمعنا اليوم لنلفت نظر العالم حول ما أعلنت عنه اسرائيل حول نيتها ضم أجزاء من الضفة الغربية وفرض السيادة على أراض في الأغوار”.
ودعا إلى “الاستئناف العاجل للمفاوضات بوصاية الامم المتحدة للوصول الى اتفاق شامل قائم على قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية”.
السفير الصيني: استئناف المفاوضات
بدوره شدد السفير الصيني لدى دولة فلسطين “قواه وي” على أن “السلام والأمن في الشرق الأوسط أمران لا يتعلقان بالمصالح الجذرية لدول المنطقة فحسب، بل في الاستقرار والتنمية في العالم بأسره”.
وأكد مجددا “تمسك الصين بحل الدولتين وحل الخلافات عبر التفاوض العادل والمتساوي، وعلى أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام واستنادا للتوافق الدولي”.
وقال “إن بلاده بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت السفير الصيني إلى “رؤية الرئيس الصيني ودعمه الثابت لضرورة إخراج مفاوضات السلام من الجمود بأسرع وقت ممكن، واستئنافها على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية”.
والدة الشهيد الحلاق: الخلاص من الظلم
والدة الشهيد إياد الحلاق شاركت بالمهرجان الحاشد وقالت في كلمة لها: “لا بد أن نتخلص من كل الظلم الذي يعيشه شعبنا جراء الاحتلال وارهابه وعنصريته من أجل أن يحظى شعبنا وأرضه وعاصمته القدس بالسلام”.
وأضافت: “إن شعبنا ورغم الظلم الذي يرتكب بحق لا يزال يتمسك بخيار السلام وفقا لقرارات الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية واستنادا للقانون الدولي”.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت الشهيد الحلاق، قبل أسبوعين، وهو في طريقه إلى مدرسته بالبلدة القديمة في القدس الشرقية دون مبرر.
عريقات: رسالة دولية الى نتنياهو
إلى ذلك قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات: “جاء المجتمع الدولي إلينا اليوم وتحدث إلينا وأوصل رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأننا في مواجهتك بصوت واحد رافض للضم الذي يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والذي يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967”.
وأضاف عريقات: “إن فلسطين مع السلام ومع إنهاء الاحتلال.
وستكشف إسرائيل اعتبارا من الأول من يوليو/ تموز استراتيجيتها لتنفيذ الخطة الأمريكية للسلام التي تنص على ضم إسرائيل غور الأردن، ومستوطنات الضفة الغربية المحتلة منذ 1967.
ويرفض الفلسطينيون هذه الخطة رفضا قاطعا ويسعون لتعبئة داعميهم، ولا سيما في أوروبا للضغط على إسرائيل وحملها على التخلي عنها.
وفي العام 2002 خلال القمة العربية التي عقدت في لبنان، أطلق الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية مبادرة السلام العربية في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وهدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967، وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
الأولى نيوز – متابعة