باكستان ترسل قوات إلى حدودها مع أفغانستان
أرسلت باكستان قوات عسكرية إلى حدودها مع أفغانستان لمنع أي عبور لها من قبل مسلحين أو عسكريين أفغان، حسبما أوردت صحيفة Dawn الباكستانية، اليوم السبت.إ
ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية الباكستاني، شيخ رشيد أحمد، قوله إن سلطات البلاد سحبت شرطة الحدود وعناصر “ليويز” (غير النظامية) ومليشيات أخرى من مواقع الخطوط الأمامية على طول الحدود مع أفغانستان، حيث بدأ الجيش الباكستاني في إدارة تلك المواقع.
وقال الوزير :”الآن قوات الجيش النظامي تحرس الحدود بدلا من القوات شبه العسكرية”، مضيفا أن القرار اتخذ في إطار التجاوب مع الوضع المضطرب في الجانب الأفغاني من الحدود.
وفي حديثه إلى Dawn ، قال شيخ رشيد أحمد إن الوضع على الحدود يتطلب ليس فقط احتواء تدفق اللاجئين من أفغانستان، بل وأيضا منع دخول أفراد الجيش الأفغاني ومسلحين إلى أراضي باكستان.
وأوضح الوزير أن القوات شبه العسكرية كانت منتشرة على الحدود “للتعامل مع القضايا العادية، بما في ذلك عبور الحدود بشكل غير قانوني والتهريب، وما إلى ذلك”، لكن الوضع الحالي المضطرب (في أفغانستان) يتطلب أيضا نشر القوات العسكرية النظامية على طول الحدود”.
من جهته قال أحد ضباط الجيش الباكستاني للصحيفة: “لقد رأينا أن أكثر من 1000 جندي أفغاني فروا إلى طاجيكستان في أوائل يوليو، هربا من الاشتباكات مع طالبان”. لكنه أشار إلى أن وجود “طالبان” في المناطق الشمالية من أفغانستان ليس قويا بالمقارنة مع وجودها في المناطق المتاخمة لباكستان. لذلك، “إذا دخلت قوات الجيش الأفغاني باكستان أثناء فرارها من القتال، فهناك احتمالات بأن تتبعهم طالبان وأن يمتد الصراع إلى داخل باكستان”.
وتبادلت باكستان وأفغانستان الانتقادات اللاذعة الأسبوع الماضي، بعد سيطرة “طالبان” على معبر سبين بولداك الحدودي، وأراد الطيران الحربي الأفغاني مهاجمة مواقع الحركة في الجانب الباكستاني، وهو ما لم تسمح به إسلام آباد.
وقال الضابط الباكستاني: “لا تريد باكستان أن ترى أي موقف من هذا القبيل عندما تستخدم القوات الجوية الأفغانية مجالنا الجوي دون إذن منا لمهاجمة مسلحي طالبان، وأن يشن المسلحون هجمات انتقامية ضد المواقع الباكستانية، مما سيخلق مشكلة جديدة”.
يذكر أن هناك معبرين حدوديين رئيسيين بين باكستان وأفغانستان، هما شامان في بلوشستان، وتورخام في منطقة خيبر بختونخوا، بالإضافة إلى نقاط تجارية صغيرة عدة.
وقامت باكستان بتسييج حوالي 90% من الحدود مع أفغانستان البالغ طولها 2640 كيلومترا، وتم إنشاء نقاط أمنية معها لإدارة الحدود بشكل فعال.
كما أعلنت الحكومة الباكستانية عن سياستها الجديدة بشأن تدفق اللاجئين بسبب القتال في أفغانستان، ولأول مرة لن ترحب باكستان بمزيد من اللاجئين الأفغان في أراضيها.
وتشهد أفغانستان مواجهات شرسة بين القوات الحكومية ومسلحي حركة “طالبان” الذين سيطروا على مناطق شاسعة في أرياف البلاد وشنوا هجمات على مدن أفغانية كبيرة.
وازداد الوضع في أفغانستان اضطرابا على خلفية مواصلة عملية خروج قوات الولايات المتحدة والناتو من أفغانستان، التي وصفها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنها جاءت اعترافا من قبل واشنطن بفشل مهمتها في أفغانستان.