بازار نقابة الاطباء.. كرنفال انساني تقدمه سيدات متطوعات لدعم الارامل والايتام
تضامن عبدالمحسن
نساء يتحدين الحزن والوباء فيجتمعن على طاولات الابداع للاشغال اليدوية، حيث نظم فريق مؤسسة الشموخ للتنمية البشرية وفريق الوسام التطوعي وكروب قصناع سارة، بازارا خيريا للأعمال اليدوية في قاعة نقابة الاطباء، بدعم من نقابة الاطباء ونقابة اطباء الاسنان ونقابة الصيادلة ونقابة اطباء البيطرة، وتحت شعار (لهن نسعى بالخير)، لدعم الارامل والايتام، مساء يوم 13/8/2021.صاحبة الفكرة، رغد عراك، مسؤولة كروب قصناع سارة، قالت عن البازار (بدأت الفكرة حينما أسست صفحة للأعمال اليدوية، وكنت بحاجة للترويج لأعمالي، ففكرت بعمل بازار، وفعلا بدأت بالتواصل مع عدد من البيجات (صفحات الفيسبوك) الموجودة في العراق لغرض جمعهم في بازار كبير لبيع المنتجات، ولكن شاءت الاقدار ان اصاب وعائلتي بالوباء اللعين، ما ادى الى وفاة زوجي، ولم يكن من السهل ترك الموضوع بعد الاتفاق مع صاحبات الصفحات من بغداد والمحافظات، فتداركت الموقف بالاتصال بصديقاتي السيدة وسام والسيدة رجاء واكملن المشوار على احسن وجه).فاجتمعت 52 سيدة من مختلف محافظات العراق، في “تجربة انسانية” كما اطلقت عليها السيدة “رجاء العاني”، رئيسة مؤسسة الشموخ للتنمية البشرية وحقوق الانسان، قائلة (جمعنا هنا النساء الكادحات ممن يمتلكن مهارات يدوية، أعتمدن عليها لتكون وارد مالي لعوائلهن) وتشير الى ان هذا البازار جاء لتشجيع الحرف اليدوية وان يكون لها صدى محلي ودولي، من خلال تواصلهم مع منظمات دولية للتعرف على ابداعات المرأة العراقية. شاكرة الجهات الداعمة لهذه الفعالية، مؤكدة ان ريع البازار للمشاركات فقط، وفي ختام حديثها اشارت الى وجود فعالية مستقبلية تتضمن معرضا تشكيليا لمجموعة من الشباب الهواة.وفي حديثنا مع عدد من السيدات، أكدن جميعهن سعادتهن بهذا المنجز الانساني الداعم لهن ولمنتجهن. اذ قالت صاحبة معروضات مادة الرزم (لقد كان البازار على قدر عالي من التنظيم، ولأول مرة اشارك في بازار بشكل مجاني وايراداته لي شخصيا) مما يعني ان المشروع قد أتى أكله للسيدات المشاركات.فيما أشارت السيدة خلود عبدالرحمن صاحبة منضدة للأعمال اليدوية في حياكة المكرميات وحاملات السنادين والاكسسوارات، بأن بيع المنتجات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ليس دائما ينجح في تحقيق واردات، وهذا ما اكدته جميع المشاركات، ولكن البازارت تكون أكثر فاعلية بل إنها تكون مجالا لتوزيع بطاقاتنا التعريفية للدخول الى صفحاتنا. والسيدة خلود خريجة كلية لغات وموظفة في احدى مؤسسات الدولة، وتعتبر الاشغال اليدوية هواية لسد وقت الفراغ وكذلك مصدر مالي اضافي للعائلة.اما السيدة زينة التي شغلت منضدة لعرض منتجاتها من اعمال الحياكة بالسنارة، لصنع المفارش والاغطية وملابس الأطفال، أشارت الى ان اسعار المواد الاولية مرتفعة وان عمل الحياكة يتطلب وقتا وجهدا، ولكن الزبائن يفضلون شراء البضاعة المستوردة والجاهزة لأنها ارخص ثمنا، رغم انها أقل جودة.واشارت سيدة اخرى الى انها تعمل بالاشغال اليدوية منذ مقتبل عمرها، في الخياطة والحياكة وفي اطار العائلة فقط، ولكنها وجدت في مشاركة البازارات فرصة لعرض منتجاتها التي تتمثل في الرسم على الزجاج وعمل اللوحات الفنية واعمال الديكور والتي تحقق لها الفائدة المادية، ورغم انها خريجة كلية الادارة والاقتصاد وعملها اداري، الا انها تجد في الاعمال اليدوية هواية ساعدتها على تجاوز الركود خلال فترة حظر التجوال بسبب وباء كورونا.و(سنارة بيبي) هو اسم صفحة على موقع الفيسبوك لسيدة تبلغ من العمر السبعين عاما، وقد انابت عنها حفيداتها في الحضور الى البازار، حيث قالت كبراهن (لايمكن لـ(بيبي) الحضور الى مثل هذه الاماكن لذا اقترحت عليها ان آخذ اعمالها واعرضها)، واعمالها تتمثل في اعادة تدوير لبعض البلوزات والمفارش الصوفية، اذ يتم اخذ الخيوط واعادة حياكتها من جديد شالات وبطانيات ومفارش وتحمل لوغو خاص بها، و(كلما يزداد الطلب نقوم بشراء الأصواف) كما تطلع الجدة على موديلات جديدة عبر اليوتيوب فتبدع في الحياكة بشكل اجمل.هذا وقد حملت المناضد اجمل الاعمال اليدوية في الاكسسوارت واعمال الديكورات والمفارش والرسم على الاواني والفناجين والاكواب، والمعجنات ومعلبات العسل ولوحات الرسم واعمال الحياكة والتطريز والخياطة.لتثبت المرأة ان الابداع في انتاجها اليدوي جعلها فنانة ومدبرة منزل وداعمة لإقتصاد عائلتها، فلو التفتت الجهات الحكومية المعنية في دعم هذا الجانب من الانتاج من خلال ايقاف استيراد الاشغال اليدوية واعمال الزينة، واقامة البازارات بشكل دوري في الحدائق العامة ولعدد من الايام ليكون جانبا من جوانب القضاء على البطالة وتحقيق الربح المادي للعوائل.