الاولى نيوز –
منذ سنوات، ونحن للأسف الشديد، نلاحظ غياب دور أساتذة القانون الدولي العراقي عن الكثير من قضايا بلدهم المصيرية، وبخاصة منذ إحتلال الأمريكان لبلدهم بعد عام 2003 حتى الآن!!
وتعد قضية إستفتاء كردستان وسعي الكرد للإنفصال إحدى أهم القضايا الخطيرة، التي يبدو فيها مستقبل بلدهم وهو كمن يتخبط في مستنقع آسن ، وصحراء وعرة، وسط وحوش تريد ان تفترسه من كل حدب وصوب ، ولا أحد من هؤلاء الأساتذة الأجلاء المختصين بالقانون الدولي والضالعين في علومه من يضع العراقيين والمجتمع الدولي امام حقائق الجغرافية والتاريخ وحقائق القانون الدولي ، وكيف يتم تحديد خارطة العراق ومستقبل أجياله، في حال رفض العراق الإعتراف بالأمر الواقع أم لم يعترف، بالإستفتاء والدولة الكردية المرتقبة، وأين هو الحق القانوني العراقي الرسمي من كل هذا!!
صحيح ان الدولة العراقية الحالية لاتعترف بالكفاءات العراقية من كل الإختصاصات المهمة، وقد أبعدتها او هي شردت من بلدها خوفا على مستقبل حياتها، وقد نصبت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ الاحتلال الامريكي حتى الان، كثيرا من الجهلة والمبتدئين في القانون على رؤوس العباد ، وان أغلب أساتذة القانون الدولي العراقي هم خارج البلد ، وان أغلب ما هو موجود منهم ، لايصل الى مرتبة (محلل سياسي) من الدرجة الرابعة والخامسة ، اكثر من ان يكون (خبيرا) متخصصا بالقانون الدولي، لكن هذا لايعفي حتى من هم خارج العراق ولديهم خبرات قانونية إحترافية بقضايا من هذا النوع، ان يكون لهم حضور هذه المرة، وان لايسمحوا بضياع مستقبل بلدهم، على يد جهلة ولا يفقهون بأمر القانون الدولي، بالرغم من ان بعضهم حملة شهادات في القانون الا ان اغلبهم يختص بشؤون القضايا الجزائية والمدنية وقضايا الزواج والطلاق ، ولا علاقة لهم بالقانون الدولي لا من قريب أو بعيد، وترى من يظهر منهم على الفضائيات وهم متخبطون في رؤيتهم، ينجرون الى رؤى الساسة واهوائهم اكثر من سعيهم لتاكيد حق بلدهم القانوني الذي ضاع دم ابنائه بين القبائل!!
ولدى العراق كثير من أصحاب الإختصاص في القانون الدولي منذ الخمسينات والستينات والسبعينات، وهم عمالقة وضالعين في فقه القانون الدولي، ومواده والعلاقات الدولية والمعاهدات الدولية وبخاصة معاهدات فيينا ولوزان للعلاقات بين الدول ،وغيرها من المعاهدات الدولية المعروفة وهي مؤطرة في دراسات وبحوث دولية ومحلية، ويتطلب الامر الخطير لمستقبل البلد ان يكونون حاضرين وبقوة، لأن من يدافع الان عن حقوق بلدهم لايمتلكون الحد الأدنى من الثقافة القانونية الدولية عن حقوق (مختلف) عليها، ولا أحد يضع حدا لمن يريد ان يتطاول على حق العراقيين ويغتصب ارضهم وسيادتهم عنوة، وبدون وجه حق، ولا أحد يردع هؤلاء ويوقفهم عند حدهم كي لايتمادى الطامعون وأصحاب الأغراض الخبيثة على ارض بلدهم وتأريخه الذي يمتد لآلاف السنين، في حين لايشكل تأريخ الكرد سوى بضع عشرات من السنين ويدخلون في مرحلة التاريخ المعاصر، لأنهم بلا تأريخ أصلا، والغريب انهم يتهمون العراق أن لا أصل له في التسمية والوجود، معللين انه كان يسمى بلاد مابين النهرين او بلاد الرافدين وحضارة آشور وأكد، بالرغم من أنه موجود منذ آلاف السنين، وتشهد له كل كتب الارض والسماء بأنه الأول في الحضارة والوجود، ويريد الطارئون عليه، ان ينسفوا كل هذا، لان من يقابلونهم بلا خلفيات تأريخية او قانونية، وهم يقتربون من (اللطامة) أكثر من قربهم الى القانون الدولي!!
أجل..نوجه نداءنا المستعجل الى كل أساتذتنا الإجلاء في القانون الدولي عراقيين وعربا وأجانب، وقد درسونا منتصف السبعينات، وبخاصة من بقي منهم داخل العراق ومن هم الان خارجه، ان يكون لهم حضور فاعل مؤثر، يضعون من يريد ان (يتفاوض) على مستقبل العراق أمام حقائق القانون وامام حقائق التاريخ والجغرافية ، في الوقت الذي نوجه نداءنا الى الفضائيات العراقية ووسائل الاعلام، الى الابتعاد عن زج (محللين سياسيين) من الدرجات الرابعة والخامسة، ممن لديهم بكالوريوس او حتى دراسات عليا في القانون ان يبتعدوا هذه الايام عن الظهور، وان لاتكثر القنوات الفضائية من إستضافتهم على شاشاتها،لأن ما ظهر حتى الان يدعو الى الرثاء بل الى (اللطم) على أحوال بلدنا، وما حل به من مآس وويلات، حتى راحت بنات آوى هي من تتصدر المشهد، ومن لم يكن أسدا بالت عليه الثعالب، كما يقول أحد شعراء مصر المعاصرين!!
الغريب في أمر الحكومة العراقية أنها اعلنت حتى بعد إجراء الاستفتاء ، حتى وان هي هي رفضته وهو من حقها، فهي تعلن أنها لاتتفاوض مع الكرد على مستقبل العراق بأي حال من الاحوال، وهي ترفض أي شكل من اشكال (الحوار)، وتعطي الذريعة للكرد لفرض الأمر الواقع، وتعطيهم (المبررات) لفرض مايريدونه علينا، وعلى ما يمكن تسميته ظلما بالمناطق المتنازع عليها ، فمن يحدد يا ترى حدود العراق ، ومن يحفظ حق ابنائه على أرضه ومائه وسمائه، ومستقبل أجياله ، اذا لم ( تتفاوض) ويذكرنا موقف الحكومة العراقية الرافض لأي (حوار) مع الكرد ، بـ (لاءات الخرطوم) التي رددها العرب عام 1967 ، مع إسرائيل بعد ان احتلت اراضيهم وكسرت شوكتهم : (لاصلح) ، (لا إعتراف ) ، (لاتفاوض) ، حتى راح العرب بعد سنوات من ضعفهم وترديهم يتوسلون بإسرائيل حتى (تتفاوض) معهم، وتعطيهم ولو بضعة أمتار من حقوق فلسطين وحقوق العرب، لكنها هي من رفضت، وبقيت سيدة الموقف، في حين كانت تدعو العرب الى التفاوض معها في وقتها وهم يرفضون!!
يا أساتذة القانون الدولي العراقي والعربي والدولي، لاتغيبوا عن بلدكم العراق هذه المرة، لأن (إنكسار) شوكة العراق الى أكثر من هذا الانحدار الرهيب، والمأساة اللعينة ، سوف لن ييق للعراقيين شيئا يعتاشون عليه، وهم أصحاب حضارة وتأريخ، ويأتي من نصبتهم الاقدار في آخر الزمان، ليظهروا انهم اصحاب التاريخ، نعم..والمسؤولية الأخلاقية والقانونية تحتم عليكم الحضور بقوة لتأكيد حقوق بلدكم حتى وان قلتم انه ضائع أصلا..وإنه لعار علينا جميعا أن نصمت امام الهجمة الرهيبة التي تستهدف وجودنا وتأريخنا وإنتماءنا ، بل علينا ان نشجع المختصين في القانون الدولي وفي الحكومة الحالية على الدخول في (مفاوضات) من موقع (القوة) ، حتى وإن كنا في أدنى حالات الضعف والإنهيار، لأن لنا أسانيدا وحججا في القانون الدولي تدعم وجهة نظرنا ، وتنتصر لحقنا، وندحض الأعداء والحاقدين ومن يريدون ان يغتصبوا منا الأوطان، بالحجة والبرهان ، ان العراق هو الموجود الأول على هذه الارض، ومن يريد أن ينال منه كائنا من يكون، فعليه ان يتذكر أن شعب العراق، وليس (الجهلة) و(الطارئين) ومن سلطتهم الاقدار في غفلة من الزمان ، من يدافعون عنه،وهم الشجعان الابطال، الذين تعرفهم ساحات الوغى على أنهم ابناؤها الصيد الميامين، الذين لايسمحون أن يذهب دم العراقيين ومستقبلهم هدرا، لتأتي بنات آوى وبقايا الثعالب تتلاعب في مصيره، وهي التي ليس بمقدورها ان تواجه (الحصيني) لولا الدعم الأمريكي لهم بالطيران، وليس بمقدورها ان تواجه أعداء العراق وهم كثر، أما شعب العراق وبالرغم من ان كثيرا منهم (عزل) ، و(بلا سلاح) و (مغلوب) على أمرهم، فأنهم بعقولهم المتفتحة وسواعدهم الشماء العروبية الأصيلة وإيمانهم بخالقهم ورسولهم العربي والاؤلياء الصالحين ، لقادرون على أن يعيدوا للعراق إبتسامته ووجه العربي الأصيل،ويمسحوا عن وجنات العراقيات واطفال العراق وشيوخهم وأجيالهم الدموع التي أرقها القهر والخذلان والانحلال الخلقي لساسة فاسدين دجالين غارقين في الفساد والرذيلة حتى آذانهم ،وقد باعوا مستقبل بلدهم في المزاد العلني بثمن بخس دراهم معدودة..الا ساء ما يفعلون!!