تثار بين حين واخر مقارنات بين حالنا اليوم وحالنا قبل ردح من الزمن ويبقى الكاتب او المتكلم يتاسف وبشدة على ماسبق من واقع اجتماعي رصين واخلاق وتقاليد طيبة كانت تسود ابناء الشعب ويعرج على العلاجات
جزاه الله خيرا ويحاول حث الناس على اصلاح الخلل والسعي لذلك بقوة ,ويبقى المتلقي يندب حظه العاثر على فقدان تلك القيم والمبادىء اليوم وسير الجميع الى المجهول ,وهنا لابد لنا عندما نتكلم عن هكذا مواضيع ان نضع كل متغير مع سببه لنصل الى وضع العلاج اللازم له فاقول
ان سبب كل ماجرى وسيجري ان بقينا على حالنا هو الابتعاد الحقيقي عن الله تعالى وعدم طاعته وتسليم الامور له بشكل مطلق واداءنا واجبتنا كما امر عز وجل والتوفيق والسداد يبقى منه تعالى بحسب نية العمل واخلاصه ,الناس هم نفس الناس من مات منهم فقد ترك اثرا له في عائلته
ومن بقي على قيد الحياة هو مثل لغيره بتعامل مانبكي عليه من اثار واطلال لذلك اقول ان العلة ليست في التغير الموجود ولكنها علة موجودة فينا فلو تفحصنا الامر ببساطة لوجدنا ان كل خير متروك ومعطل ياتي مكانه شر جسيم فاعل متحرك غير متوقف فمثلا اكلنا المال الحرام ونحن
نعلم او لانعلم سيورث لنا الهم ويشغلنا عن ربنا وسيجعل اهتمامنا منصب فقط في كيفية الحصول عليه خشية نضوبه وتركنا كلامنا على ان الرزق هو من عند الله تبارك وتعالى كذلك ابتعادنا القلبي الخالص عن العبادات وجعلها ظاهرية للمرآة فقط حتى تقول الناس عنا اننا مسلمون وهذا
الترك سيكون مكانه التعالي والعزة بالنفس وابتعادنا عن رحمة ومساعدة بعضنا البعض عندها ستكون حبال الشيطان جاهزة للالتفاف على رقبة المجتمع ومنعه من اداء فروض الخير ايضا ترك فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باخلاص وعزوفنا عنها لينتج بديلا عنها الدعوة الى ترك
الاخلاق والقيم والعيش بعبث وضرب كل القوانين السماوية الحقة وتغليف الحياة بالباطل والفساد ,ثم ترك العلم والعلماء العارفين بقيمة ومكانة الانسان في الوجود وعدم الاهتمام مطلقا بما يطرحون من علاجات شافية للمجتمع فيكون الجهل والاستحمار وعبادة الاصنام البشرية التي
تغوي الناس وتاخذهم الى طريق الخراب والضياع هو البديل ,ويستمر بكاؤنا على ايامنا الذاهبة ونحن مستمرون بالغي والمكر والخداع والكذب وخيانة الامانة وقطع الارحام وسلوك مسالك الردى والانحطاط فننتج عوائل غريبة عائمة في مستنقع الرذيلة والسوء ويكون عمادها الاساس الذات
والملذات وباي ثمن وتحت اي مسمى ونكون مصداقا للحكمة القائلة (وعلى نفسها جنت براقش ) فهل بعد هذا من عتب واستعتاب على حالنا او بكاءا على مامضى ,علينا ان لانخلط الاوراق وان نبدا بانفسنا العاصية اللوامة نهذبها ونوطنها على طاعة الخالق عز وجل وتنفيذ طاعاته باخلاص
دون النظر الى ما دون ذلك عندها وعندها فقط نستطيع الاخذ بانفسنا الى طريق الهدى والصلاح وبناء المجتمع باجياله القادمة ليكون ناجحا هانئا سعيدا يعمل الخير والرحمة وينال رحمة رب العالمين ويثبت ان الانسان هو الخليفة الذي وضعه الله عز وجل في الارض ليكون امتدادا له
في صنع الخير وبناء الحياة .اعتذر عن ايجاز كلامي ولكنها ومضة خطرت في بالي حاولت ايصالها للناس ليبكوا على انحرافهم وليس على الايام الماضية تحياتي
قاسم محمد الحساني